الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

التخاطب واضطرابات النطق والكلام عند الأطفال 2



تأخر النطق عند الاطفال


الرحمن علّم القرآن خلق الإنسان علّمه البيان.إن التواصل بين البشر له عدة أشكال، أبرزها استخدام اللغة كسبيل للتفاهم مع أبناء المجتمع الواحد ووصف مشاعرهم وعرض أفكارهم، وتلخيص المعاني المعقدة لكثير من الحالات والمواقف والمشاعر التي تجول بخاطرهم؛ لذلك يلجأ الأطفال في الأشهر الأولى من أعمارهم الندية إلى انتهاج الصراخ والحركات المعبرة والإيماءات كوسيلة للتعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم، أو اللجوء إلى البكاء الذي ينطوي على الكثير من التفسيرات، وسرعان ما تتقدم بهم أعمارهم النضرة ليكتسبوا لغة آبائهم ومجتمعهم كوسيلة للتعبير أو التفاهم. إن الأطفال في الأشهر الأولى لحياتهم يتنغمون بالاستماع إلى الأصوات، ثم يبدأون بالانتباه إلى الكلمات والتفكير بها قبل أن يستخدموها. وذلك يعتمد على الإشارات والحركات وأساليب الإثارة المصاحبة للعبارات التي يوجهها الأب أو الأم إلى الوليد الصغير مباشرة، وقد أكدت بحوث ودراسات تربية الطفل أن الأطفال يصبحون أكثر مهارة عند تحدث الوالدين إليهم مباشرة، وترك الفرصة المناسبة للأطفال ومساعدتهم على الإجابة، لا سيما أن الحياة اليومية مع الأطفال مليئة بفرص التواصل والتكلم معهم، وبخاصة في توجيه الأسئلة والأوامر والنواهي، وتعطي نموذجاً مناسباً لعرض العديد من المواضيع بعدة أشكال، كما يجب مراعاة عدم حدوث ضوضاء أو تداخل كلام مجموعة أشخاص آخرين أثناء محادثة الأطفال لما لها من تأثير واضح على عدم انتباه الأطفال وقلة إصغائهم للمتكلم. وعند التحدث مع الأطفال بدون وجود ضوضاء، نلاحظ كيف يتتبع الأطفال حركات شفاه المتكلم وحرصهم على التركيز بدقة على نغمة صوت الشخص وحركاته والإصغاء إلى الكلمات ومن هنا يتعلم الأطفال الكلام. الاستماع والانتباه: إن المقدرة السمعية عند الطفل تبدأ خلال أشهر الحمل الأخيرة وهو في رحم الأم، فيستطيع بذلك بعد الولادة أن يميز صوت أمه من بين مجموعة من الأصوات، حيث أن الطفل يقفز ويصرخ عند سماع الأصوات المفاجئة، بينما يظهر الطفل استمتاعه بالأصوات المنغمة والمألوفة لديه، فنلاحظ انتباهه إلى صوت الأم برغم سماعه الكثير من الأصوات الأخرى. ومن أجل ذلك ننصح الأم المسلمة والتي تدين بالولاء للرسول الأكرم (ص) وأهل بيته الطاهرين(ع) أن تستغل هذه المقدرة السمعية للطفل بأن تقرأ خلال فترة الحمل كتاب الله المجيد بصوت مسموع وأن تكثر سماع القرآن وترديد الشهادتين قدر الاستطاعة؛ لتتعطر أسماع طفلها بأنشودة المتقين فتعمه البركة وترافقه العناية الإلهية بإذن الخالق. بداية الكلام: إن الأطفال حديثي الولادة عادة تكون لديهم أشكال بكاء مختلفة التعبير عن احتياجاتهم وأحاسيسهم، وكلما زادت شدة بكاء الطفل كلما تيقن الأطباء من أن صحة المولود ممتازة، لأن البكاء عند الأطفال يدل على أن مركز التنفس وعضلات التنفس والرئتين والحنجرة والحبال الصوتية تعمل بتوافق، كما تستطيع الأم بعد الولادة غالباً أن تميز صوت طفلها بين أصوات الأطفال الآخرين. وخلال الشهر والنصف الأول من عمر الطفل يبدأ بالاستجابة إلى الابتسامة والحديث وعادة ما تكون الابتسامة والحركات السريعة لأطراف الطفل دليلاً على سعادته وطريقة للتعبير عنها. أما في الشهر الثاني فيبدأ الطفل بإضافة بعض الأصوات الخاصة به. وفي الشهر الثالث من عمر الورد يبدأ الطفل بتمييز الابتسامة عن الكلام أو الحديث معه فيطلق أصوات المناغاة، ويعد هذا العمر من أسعد الأوقات المشتركة بين الأم وطفلها لممارسة المناغاة والتي تعتبر بداية الطريق لتعليم الطفل أخذ الأدوار في الحديث لأن الأطفال في هذا العمر لا يحاولون إصدار الأصوات إلا بالتحدث المباشر إليهم، أما عند إكمال الطفل النصف الأول من السنة الأولى، فيكون قد بدأ بربط الأصوات ببعضها كمحاولة لمزجها عن طريق المناغاة وبالتمرين المستمر للطفل تصبح الأصوات أكثر تعقيداً أو تطوراً. أما في الشهر الثامن فأغلبية الأطفال يمتلئون سروراً بالحديث حتى ولو لم يكن موجهاً إليهم، فلو لاحظنا عند تحدث شخصين بالغين في موضوع معين أثناء وجود طفل صغير بالعمر المذكور آنفاً بينهما، فإن الطفل يلتفت برأسه نحو الشخص المتكلم بالتوالي كأنه كرة تنس، والتركيز بعينه على حركات شفاههم بينما إذا مضت فترة من الزمن ولم يشركوه في الحديث أو النظر فإنه سيستخدم لغته الخاصة أو إطلاق صرخة للتنبيه بوجوده. خلال الشهر التاسع يبدأ الطفل بإعادة الكلمات المألوفة بطريقة تساعده على تعلم العلاقة بين الصوت والشيء أو العمل؛ لذلك لا بد من استخدام جمل قصيرة أو عبارات مختصرة مع التلفظ الواضح والتوقف عند الكلمة عدة مرات. فالإعادة والتكرار مهمان جداً في هذه المرحلة، لا سيما ربط الكلمة بمدلولها، وحتى الشهر العاشر، عادة يتعلم الأطفال الطبيعيون بعض الكلمات البسيطة والتي تثير اهتمامه لخطوة أولى للكلام.تقليد اللغة: إن مرحلة بدء الأطفال في تقليد اللغة تبدأ في الشهر الثامن عشر إلى ثلاث سنوات؛ فنجد الأطفال حينها يحاكون ألفاظاً أكثر تعقيداً لتكوين عبارات من كلمتين، وهذه محاولات ممتازة تعكس مقدرة الأطفال على إيصال أفكارهم، فالأطفال مقلدون جيدون، وهذه المهارة تزداد بتعلم الكلام، فعادة ما يحاول الأطفال خلال هذا العمر الثرثرة مع أنفسهم أو مع ألعابهم؛ لذا يجب عدم مقاطعة هذه الثرثرة، لما لها من تأثير في تطور مقدرتهم على الكلام خلال هذا العمر الذي يميزهم بحدة الانتباه. الطفل الأول في العائلة عادة ما يتكلم أسرع من الذين يأتون بعده؛ وذلك لتركيز اهتمام الوالدين والأقارب على الطفل بصورة كبيرة، فيكون بذلك خزين الكلمات لدى الطفل البكر ممتازاً؛ مما يساعده على النطق المبكر. ومن الطبيعي جداً للطفل الثنائي اللغة في المراحل الأولى لكلامه أن يمزج بين اللغتين ويكون بطيئاً في الفصل بينهما.اسباب تأخر النطق: على الرغم من أن معظم الأطفال في العام الثاني من العمر لديهم المقدرة على نطق الكلمات أو الجمل البسيطة، إلا أن البعض منهم قد يتأخر عن النطق للأسباب التالية: 1- الأمر قد يتصل بطبيعة العائلة، فقد يكون تأخر كلام الطفل حتى بلوغه العامين أو أكثر أمراً طبيعياً بالنسبة لأشقائه الآخرين. 2- وجود نقص في خلايا الدماغ نتيجة للعوامل الوراثية أو عوامل مرضية مثل التهاب السحايا والتهاب المخ، فيقل بذلك مستوى ذكاء الطفل عن الحدود الاعتيادية وبذلك يتأخر الكلام وقد تصاب الأم أثناء فترة الحمل بالحصبة الألمانية خلال الأشهر الثلاثة الأولى والتي تؤدي إلى نقص الأوكسجين لدى الطفل وتتلف خلايا مخه، وقد يكون سبب نقص خلايا الدماغ عند الطفل يعود إلى سوء تغذية الأم الحامل حيث أن الفواكه والخضراوات الحاوية على فيتامين B تعتبر العلاج القطعي للكنة اللسان، والأم التي تتناول هذا الفيتامين أيام حملها فإن جنينها يأخذ بالتكلم مبكراً ولا يصاب باللكنة. 3- الصمم أي عدم قدرة الطفل على سماع الكلام. فلكي يتعلم الطفل الكلام لا بد أن يكون سمعه طبيعياً، وإذا كانت درجة الصمم عند الطفل شديدة، لم يستطع النطق بتاتاً حتى لو كان ذكاؤه طبيعياً أو أعلى من الحد الطبيعي. 4- عدم قدرة الطفل على تحريك لسانه بسبب وجود رباط عضلي يربط لسان الطفل بقاعدة الفك السفلي من الفم مما يمنع حركة اللسان بحرية. 5- تضخم اللوزتين والزوائد الأنفية، والتهابها، لأن المستوى السمعي للطفل يتضائل في مثل هذه الحالات.علاج تأخر الكلام: إن العامل المهم والمتحكم في علاج مشكلة تأخر النطق عند الأطفال هو درجة الذكاء إذا كانت ضمن المستوى الطبيعي أو دونه. فإذا كان الطفل ذا مستوى ذكاء طبيعي، فالأولى بالآباء والمربيين أن لا يعيروا أمر تأخر النطق عند الأطفال الكثير من الاهتمام؛ لأن الأمر قد يكون اعتيادياً بالنسبة للعائلة الواحدة. أما العامل المهم الآخر فهو المقدرة السمعية لدى الطفل ويتم التأكد من سلامتها بمراجعة الطبيب، إضافة إلى التأكد من سلامة اللسان وعدم وجود رباط بينه وبين الفك السفلي للفم، وإلا فلابد للجراحة من التدخل في هذه المسألة، وذلك بقطع الوتر الماسك بمقدمة اللسان وتأتي بعد ذلك المعالجة الصعبة، إذا كانت درجة ذكاء الطفل دون المستوى الطبيعي، أو وجود نقص في المخ، فلا بد عندها من عرض الطفل على الأطباء لإعطائه جرعات منشطة للمخ والغدة الدرقية، ومثل هؤلاء الأطفال لا يستطيعون التعلم في المدارس العادية للأطفال بل الواجب التحاقهم بالمدارس الخاصة لرعايتهم. و إذا كان تضخم اللوزتين أو الزوائد الأنفية المزمن سبباً في تأخر النطق وجبت المعالجة، ومثل هؤلاء الأطفال لا يستطيعون النوم إلا وأفواههم مفتوحة.اضطرابات النطق: قد يعاني الطفل ما بين العام الثالث والعاشر من العمر وربما بعد ذلك، صعوبة في نطق بعض الكلمات أو تكراره الكلمة الواحدة لعدة مرات قبل النطق بها، أي التلعثم في الكلام، وقد يصاحب هذا النوع من النطق حركات غير إرادية في الأطراف إضافة إلى احمرار الوجه والنطق بصوت مرتفع. الحقيقة أن تلك الاضطرابات تعتبر حدثاً طبيعياً عند عدد غير قليل من الأطفال والذي ننصح به كل المهتمين بعالم الطفل أن لا يعيروا هذه الاضطرابات المؤقتة في الكلام أي أهمية تذكر، ومن واجبهم أن لا يشعروا الطفل الصغير بتاتاً بحديث اللعثمة في الكلام، لأن هذا الإشعار ضار جداً على الوضع النفسي للطفل مما يؤلم مشاعره ويجرح إحساسه المرهف إضافة إلى استمرار اللعثمة لمدة طويلة. كذلك ننصح الأخوة الكبار أو التلاميذ في المدارس أن لا يجعلوا من التلعثم عند بعض الأطفال سبباً للضحك أو المزاح، لتأثيرها السلبي في نفس الطفل. في الواقع لا يوجد طفل مضطرب وإنما هنالك عائلة مضطربة وهذا صحيح في 99% من حالات اضطراب الكلام عند الأطفال؛ فعلى الأسرة عدم التشديد على هذه الحالة إضافة إلى محاولات تلطيف الأوضاع التي أدت إلى العصاب. ومن الأمور الهامة في هذا المضمار هو نصح الآباء والأمهات بالحنان على الطفل والعطف عليه في حدود المعقول، وعدم تأنيبه لأتفه الأسباب؛ إذ لا بد أن تكون العلاقة بين الطفل والمجتمع المحيط به علاقة ودية وطيبة للغاية حتى تنمو عواطف الطفل ومشاعره على أنبل ما يكون، وبذلك تزول جميع اضطرابات النطق عند الأطفال بفترة وجيزة.



ماذا يعمل الطبيب للطفل المتأخر في النطق


عندما يعاني الطفل تأخرا في نمو اللغة‏..‏ حيث أنه في الطبيعي نجد أن نمو لغة الطفل يسير في جدول زمني محدد‏..‏ ويوضح ذلك الدكتور محمد بركة أستاذ ورئيس وحدة أمراض التخاطب في كلية الطب جامعة عين شمس قائلا‏:‏ إن الطفل يبدأ منذ الولادة في إصدار الأصوات من البكاء والضحك ثم يبدأ المناغاة واللعب الصوتي خلال السنة الأولى ويبدأ في أول كلمة عندما يتم عامه الأول وخلال تلك السنة تزداد حصيلة اللغة حتى يتمكن من تكوين جملة من كلمتين في نهاية العام الثاني ثم تزداد الحصيلة اللغوية ويزداد طول الجملة حتى يتمكن من تكوين جمل طويلة ويبدأ فهم قواعد اللغة واستخدامها‏، وإذا حدث أي اختلال في نمو لغة الطفل يطلق على تلك الحالة تأخر لغوي .
ان نمو اللغة يحتاج إلى سلامة وظائف المخ والسمع ووجود الطفل في بيئة تساعده علي التفاعل والاستفادة منها‏.‏ و من العوامل المهمة لنمو لغة الطفل أن تكون الحالة النفسية للطفل سليمة‏، لذلك عند حدوث أي خلل في أي عامل من العوامل السابقة قد يؤدي إلى تأخر نمو اللغة لدي الطفل مثل الضعف الفكري أو الضعف السمعي أو عدم وجود بيئة محيطة حول الطفل تساعده على التفاعل معها أو عدم سلامة الحالة النفسية له‏..‏ والتشخيص المبكر مهم جدا في علاج حالات التأخر اللغوي‏.‏ فمن خلال التشخيص نستطيع تحديد سبب التأخر اللغوي من خلال معرفة حالة الأم أثناء الحمل والولادة‏.‏ وإذا كانت قد أصيبت بأي مرض أو حدث نزيف أثناء الحمل أو ارتفاع في ضغط الدم أو حدثت أي مشكلة أثناء الولادة وتأخر الطفل في البكاء وأصيب بزرقة أو بالصفراء كل ذلك يساعد على تحديد السبب الذي قد يكون أدي لمشكلة تأخر نمو اللغة‏.‏ وكذلك لا بد من أن نعرف مراحل نمو وتطور الطفل في الوظائف الفسيولوجية الأخرى مثل الجلوس والتسنين وبعد ذلك يتم إجراء بعض الفحوصات للطفل مثل قياس قدرات الطفل وتحديد العمر العقلي والعمر الاجتماعي ثم إجراء اختبارات السمع لتحديد نسبة السمع‏.‏ وطبقا للسبب الذي تم تحديده بالفحوصات السابقة نحدد العلاج فإذا كان الضعف السمعي هو السبب يبدأ الطفل في ارتداء السماعة الملائمة لنسبة سمعه‏، ثم يبدأ الطفل في تلقي تدريبات التخاطب التي تساعده على اكتساب اللغة وتكون نتائجها أفضل إذا بدأت مبكرا منذ اكتشاف تأخر الطفل‏.‏ ومع اختلاف أسباب تأخر نمو اللغة فإن العلاج المبكر يساعد على إحراز نتائج متقدمة في العلاج‏.‏ وبجانب تدريبات التخاطب التي يتلقاها الطفل ويكون الهدف منها التبين اللغوي العام وزيادة الحصيلة اللغوية ومساعدته على تكوين الجمل فالأسرة لها دور مهم في ذلك‏.



مراحل النمو اللغوي عند الاطفال



عند الولاده: الصرخه الاولى والصياح-اول خبرته يمرور الهواء في الحنجره –اصوات تلقائيه تصاحب الشهيق والزفير على حدا سواء الشهر الاول والثاني: صراخ-بكاء-حروف متحركه تعبير عن الم او جوع.في غير اوقات البكاء تظهر اصوات اخرى من ضمنها سةاكن بلعوميه ( ك-ق-غ) واصةات يشترك فيها اللسان في اوضاع تشبه البلع وهي لسيت اصواتا على لغه واحده .تصاحب هذه الاصوات حركات بالرجلين والقدمين.هذه الاصوات تعد بداية النطق وتشعر الام بها فتتجاوب مع طفلها عند اصدار هذه الاصوات وتعديها له واتكررها عليه ان يسمع ويهداء .ان محاولة الام لتهدئة البكاء او منعه من البكاء تؤدي الى التقليل من التجارب التي يجربها الطفل ببكائه على اعضاء النطق .كذلك فان ترك الام الطفل يبكي لمدة طويله يمنعه ايضا من اجراء تجربة اعضاء النطق في اصدار اصوات اخرى . الشهر الثالث –الخامس:المناغاة اصوت متحركه اماميه ( ى- ى أ-أ ).سواكن اماميه م- ب.يؤديها الطفل لقائيا لوحده واحيانا عندما يكلموه الاخرون او اثناء الحمام.بالنسبه لهذه المرحله فان الطفل يسمع الصوت الذي يصدره ويتعرف على خصائصه في النطق وان اعجبه الصوت او الكلمة اعادها كنوع من تقليد ذاتي .اذا تعطلت هذه المرحله نتجية مرض قد تسبب تاخر لغوي .ان الطفل الاصم يبدا في المناغاة في هذا العمر ويفقد الاهتمام بها سرعيا لعدم قدرته على سماعها ولذا ننصح في هذه الحاله تعليق مرآة امام وجهه ليتواصل بصريا ويفهم الموقف .الشهر السادس-الثامن:العاب كلاميه يبداء في تكرار المقاطع(دادادا ) وقد يختار مقطع ويكرره وتظهر سواكن جديده-د-ت-ن-ل- واصوت متحركه خلفيه وو.يبداء في التفاعل الاجتماعي ويستعمل الاصوات لجذب الانتباه وللتعبير عن مطلب وبداية ادراك الكلام وسيلة للتحكم في المجتمع حيث يبداء في الرد-بيداية الحوار.يستمر في المناغاة وخاصة امام الاخرين يتعلم كبف يحرك اللسان داخل الفم وفي كل الاتجاهات وكيف يثبت الفك الاسفل وهذه خطوات هامه جدا لتنويع الاصوات. التاسع الى الحادي عشر :ينوع الطفل الاصوات فيشعر من يسمعه انه يتكلم فعلا .ويستمر في المناغاة والالعاب الكلاميه وتقل اوقات البكاء –يفهم معنى (لا ) ويزداد تنوع الاصوات التي يصدرها .يستجيب اكثرلوالديه سواء لاشاراتهما او لتقليد اصوت يصدرونها .هذه المرحله يسعد الاطفال كثيرا بالاغاني التي تكرر بها كمات بسيطه . الشهر الثاني عشر الى الثمن عشر :الكلمه وقد تبدأ هذه المرحله مبكرا ( الشهر العاشر )او تتاخر حتى الشهر الثامن عشر وهي مرحله مهمه للنمو ككل تزداد فيها قدرة الطفل على الفهم-يمشي-يبداء اطعام نفسه – يبدأ بالتعبير عن نفسه بكلمه تكون اساسا مقطع او مقطعين من السلاسل الطويله التي كان يصدرها .ان تقليد الوالدين هو الذي يعلم الطفل خاصة ان كان الصوت يصاحبه فعل –جمل الطفل –باي باي –مع اشاره باليد للخروج .يتطلب خلق ظروف ملائمه لان الطفل لا يتعلم الكلمه فحسب ونما يتعلم المعنى بها من خلال الموقف السليم. سنه ونصف الى سنتين:يتكون كلامه من بضع كلمات ذات معنى –هات-خذ-مع اسماء افراد الاسره في هذه المرحله يجب ان يزود الطفل بالكلمه المناسبه في الوقت المناسب عندما يراه يلمس-يتعرف-فيربط الطفل بين الكلمه بالملمس—الشكل-بالطعم-بالرائحه-( اشراك اكبر مجموعه من احواس في التعرف ).حتى تصبح الكلمه جزء من التجربه وهنا بداية الادراك للفروق بين الاشياء وادراكه للوجود الدائم ومن هنا تبرز له اهمية تكوين الصوره العقليه عن الشيىء والرمز له بكلمه.ومع ظهور الاسنان يبداء تكرار الكلام بدون هدف ويجب على الاهل الاستفاده من هذه المرحله بتعليمه اغاني بسيطه. سنتين الى ثلاث سنوات :يتعلم الطفل اجادة اللغه من خلال بحث نشيط فيما حوله وتقليد وتكرار واستنتاجات للمعاني.يخفي الكلام الغير مفهوم- تبداء الجمل من ثلاث كلمات (بابا راح الشغل ) فعل وفاعل ومفعول به .تتحول العابه الى رمزو وتمثليات( الشيىء يرمز الى غيره ).تتطلب هذه المرحله توفير نموذج سليم كي يقلده الطفل سواء في نطق الكلمه او في طول الجمله .عند توفير نموذج سليم تختفي عيوب النطق تلقائيا مع تقدم العمر . 3 - 4 سنوات:يصبح الطفل اجتماعيا يلعب مع رفاقه ويحادث الكبار ويحتاج هنا الى لغه متقدمه للتعبير عن احتياجاته للتاثير على زملائه للتعبيرعن العلاقه بين الاشيغاء لتقليد والديه بسرعة الكلام ومن هنا يبداء التلعثم الذي قد يتسبب فيه الاهل بسبب سرعة الحديث مع الطفل الى جانب مقاطعته الدائمه محاولة لتحيح الكلمات ( جمع –مثنى-) او عدم التفاتهم اليه وهو يتكلم .ان هذا التلعثم قد يكون مرحله فقط( ممكن ان يختفي في سن 5 او 6 سنوات ) اذا لم يلفت احد نظر الطفل اليه وهو قد يستمر لفتره اطول تطول او تقصر حسب المحيطين بالطفل.



مسببات اضطرابات الكلام


في كثير من الحالات يكون من الصعب – ان لم يكن من المستحيل تحديد السبب او الاسباب المعنية لاضطرابات النطق بعض الظروف العضوية والجسمية المعينة مثل فقدان السمع وانحرافات التركيب الفمي ( كعوب الاسنان وشق الحلق ) والعيوب العضلية والنيرولوجية في أجهزة الكلام ( كالتلف العضلي أو الشلل المخي ) والتخلف العقلي غالبا ما تكون ذات اثر واضح على الكلام سوف نتعرض لبعض هذه الاشكال من القصور مؤخراً في هذا الفصل مع ملاحظة ان مشكلات النطق المرتبطة بالاعاقات السمعية والمشكلات المرتبطة بالتخلف العقلي تناقش في الفصول الخاصة بها من هذا الكتاب.في الغالبية العظمى من الحالات لا يكون لدى الاطفال الذين يعانون من اضطرابات النطق مثل هذه الانحرافات العضوية الواضحة وتبدو عيوب النطق عند هؤلاء الاطفال مرتبطة بشكل ما من اشكال التعلم الخاطئ للكلام أثناء السنوات النمائية المبكرة يطلق على هذا النوع من الاضطرابات عادة ( اضطراب النطق الوظيفي ) Functional articalation disorder ( أي الاضطراب الذي لا يرجع الي سبب او اساس عضوي ). تضمنت محاولات تحديد الاسباب الرئيسية لاضطرابات النطق الوظيفية دراسة متغيرات مختلفة على مدى سنوات عديدة يوضح العرض الذي قدمه ( باورز ) Powers ( 1971 ) للدراسات التي اجريت في هذا المجال أن العوامل التالية لا ترتبط ارتباطا واضحا باضطرابات النطق وأنها لا تصلح عوامل فارقة بين الاطفال الذين يعانون من اضطرابات النطق والاطفال الذين بين كلامهم بأنه عادي ، وهذه العوامل هي المهارات الحركية العامة والتركيب الفمي ( شكل سقف الحلق وحجم اللسان ) والشخصية والتوافق والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والذكاء والاشارة الي الذكاء منا تتعلق بالاضافة الذي يقعون في المدى العادي ( المتوسط ) وليس بالاطفال المتخلفين عقلياً الذين يظهرون تخلفاً في جميع مظاهر النمو التي يعتبر مجال التواصل واحداً منها .بالنسبة للعلاقة بين عدم انتظام الاسنان بين النطق تبدو نتائج البحوث غير ثابتة وغير منسقة إلا أن العلاقة يبدو أنها علاقة ضعيفة من الملاحظ ان عدداً كبيراً من الافراد ممن لديهم انحرافات واضحة في انتظام الاسنان يتمتعون بمهارات عادية في النطق.من نتائج البحوث العديدة التي اهتمت بدراسة علاقة التركيب الفمي بالنطق يتضح ان المهارات الحركية للفم وتلك المتعلقة بالوجه التي يتضمنها اخراج الاصوات اللازمة للكلام بشكل مباشر ، يبدو أنها ترتبط بالنطق، الاطفال الذين يعانون من اضطرابات في النطق يختلفون عن الاطفال العاديين في هذه المهارات الحركية، غير أن هناك ما يدعو الى المزيد من الدراسات لتوضيح طبيعة هذه العلاقة .كان أثر الانماط المنحرفة من الابتلاع على النطق والكلام موضع اهتمام كبير على مدى العقدين السابقين، أطلق الباحثون على هذه الانماط مسميات مختلفة من بينها ( دفع اللسان ) tongue thrust و( الابتلاع العكسي ) reverse swallow لتمييز انماط الابتلاع التي تتصف بدفعة امامية للساننجد الاسنان الامامية او من بينها يعتبر عدد من الاخصائيين في مجال علاج عيوب النطق وتقويم الاسنان ان دفع اللسان من العوامل المحددة للتطابق العادي للأسنان واخراج اصوات الكلام يعتقد هؤلاء الاخصائيون أن الاطفال الذين يعانون من هذا العيب يجب تعليمهم الانماط العادية للابتلاع حتى يمكن تصحيح اضطرابات النطق يمثل هذه المجموعة من الاخصائيون ( كاريل ) Carrell ( 1968 ) .يعترض بعض الاخصائيين الاخرين على الراي السابق ويقدمون دراسات تشير نتائجها الى ان الاطفال ممن لديهم انماط ابتلاع تتسم بدفع اللسان لايعانون من عيوب النطق بأكثر مما يعاني غيرهم من الاطفال ياتي في مقدمة الاخصائيين الذين يؤمنون بهذد الرأي كل من ( ماسون ) Mason ( بروفيت Proffit ( ( 1974 ) استخلص هذان الباحثان أن الدلائل التي تقدمها البحوث لوجهة النظر القائلة بأن دفع اللسان يؤدي بشكل نمطي الي صعوبات في النطق أدلة ضعيفة يشير الباحثان الي ان دفع اللسان ظاهرة نمائية عادية عند الاطفال حتى سن البلوغ وان ما يقرب من 80% من الأطفال الذين يظل دفع اللسان لديهم حتى سن الثامنة يظهرون تحسناً في النطق بدور علاج عندما يبلغون سن الثانية عشرة لذلك يعتقد كل من ( ماسون ) و ( بروفيت ) أن اساليب العلاج التي تضع التركيز على انماط الابتلاع لا تناسب الاطفال قبل سن البلوغ حتى مع وجود عدم تطابق في الاسنان اذا كان دفع اللسان والتعثم في النطق موجودين عند طفل ما فإن هذا الطفل يحتاج الي برنامج علاجي منتظم لعيوب النطق بالنسبة للاطفال الاكبر سناً الذين يستمر معهم دفع اللسان وعدم انتظام الاسنان واضطرابات النطق تعتبر الجهود العلاجية المنسقة بين الاخصائيين في تقويم الاسنان وعلاج الابتلاع وعلاج النطق ذات فائدة كبرى .اهتمت بعض الدراسات الاخرى بالمهارات الادراكية – السمعية كأسباب رئيسية لإضطرابات النطق الوظيفية ، يبدو من نتائج الدراسات من هذا النوع ان مدى الذاكرة السمعية auditory menory ليس عاملاً ذو دلالة في عيوب النطق ( وينتز Winitz 1969 ) لكن يبدو أن التميز السمعي discrimination من ناحية أخرى – يرتبط بوضوح بالنطق وخاصة عندما يكون الواجب المطلوب أداؤه يتضمن احكاماً تمييزية للأصوات أو يتضمن تمييزاً لعيوب النطق عند الطفل نفسه وتعرفه عليها ( جونسون وآخرون 1967 ) على الرغم من أن نتائج البحوث في هذا المجال جاءت متضاربة إلى حد ما، يمكن القول في ضوء المعرفة الحالية أن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النطق الوظيفية يميلون لأن تكون مهاراتهم في تمييز الأصوات منخفضة.من بين العوامل البيئية الهامة التي يحتمل أن تؤثر على النطق عاملين أساسيين هما : أنماط كلام الآخرين التي يتعرض لها الطفل أثناء تعلم الكلام وكمية الاستثارة والدافعية التي يحصل عليها الطفل خلال نمو الكلام ،لو أن كلام الاشخاص المهمين في عالم الطفل – كالوالدين والأخوة والرفاق – يتضمن أخطاء في النطق ، ففي هذه الحالة من المتوقع أن تنمو لدى الطفل أنماط خاطئة مشابهة، فالأنماط الرديئة من النطق تؤدي عادة إلى مهارات غير ملائمة للكلام عند الأطفال خاصة وهم في طور النمو بالمثل، إذا كانت تنقص الطفل الاستثارة المناسبة والدافعية الكافية لتطوير طريقة جيدة للنطق، فإن أنماط النطق عند الطفل تظل أنماطاً طفلية.باختصار، يمكن القول أن أياً من الأسباب الرئيسية لاضطرابات النطق الوظيفية – التي سبقت مناقشتها – يمكن أن يكون ذا أثر سلبي على نمو النطق والكلام عند طفل معين، إلا أنه يجب ألا يغيب عن الذهن أن مثل هذه العوامل لا تعوق بالضرورة النمو العادي للكلام عند الأطفال.تفاوت حدة عيوب النطق تتراوح عيوب النطق من عيوب خفيفة إلى حادة ،في الحالات التي تكون فيها عيوب النطق من النوع الحاد يصعب فهم كلام الطفل من ناحية الأخرى، يعاني الطفل معاناة شديدة عندما يحاول التعبر عن أفكار أو حاجاته الخاصة في المحيط الأسرى أو المدرسي أو في علاقاته مع الزملاء، إلا أن مع الزملاء ، إلا أن مدي الاعاقة في وضوح كلام الطفل ليست العامل الوحيد الذي يؤثر في الحكم على درجة حدة الاضطراب ، فالعمر الزمني للطفل – بلاشك – يعتبر عاملاً هاماً وخاصة في ضوء الطبيعة النمائية للنطق والكلام التي سبقت الاشارة اليها عندما يخطئ الطفل البالغ السابعة من عمره في نطق أصوات الكلام النمائية المبكرة فإن يعاني من اضطراب أكثر حدة من طفل آخر من نفس سنة ، لكنة لايخطئ إلا في نطق الأصوات النمائية المتأخرة فقط، كذلك فإن عيوب النطق الثابتة والراسخة عند الطفل الأكبر سناً، عادة ما تكون أكثر حدة صعوبة في العلاج منن الأخطاء غير الراسخة عند طفل آخر أصغر سناً بوجبه عام ، يمكن القول بأن الأخطاء الثابتة أقل قابلية للعلاج من الاخطاء الطارئة أو الوقتية.من ناحية أخرى فإن عدد عيوب النطق وأنواع هذه العيوب عامل مؤثر أيضاً في تحديد درجة حدة الاضطراب مع مراعاة أن عيوب الحذف تعتبر على مستوى طفلي أكثر من عيوب الابدال او التحريف، كذلك فإن العيوب التي تتضمن أصواتاً تتكرر كثيراً في اللغة تكون ملحوظة بدرجة اكبر كما انها تنعكس على وضوح الكلام بدرجة اكبر من الاخطاء التي تتضمن الاصوات النادرة او قليلة التكرار في اللغة وعندما يكون الطفل قادراً على تصحيح عيوب النطق اذا ما توفرت الاستثارة السمعية والبصرية اللازمة ويعتبر ذلك عادة دلالة علاجية جيدة على ان الطفل سوف يكون قادراً على تعلم اصدار الاصوات الصحيحة اللازمة للكلام أما الاصوات الخاطئة التي لا تكون قابلة للاستشارة ( أي عيوب النطق التي تستمر عند الطفل حتى مع توفير الاستثارة الاضافية والدلالات التي يقدمها المعالج ) يصعب في العادة تدريب الطفل على تصحيحها



جل مشكلة التلعثم لاطفالنا


ولدت فكرة بحث لدي* عندما وجدت مشكله لأم تشكو "إبني في السابعة من عمره، خجول بطبعه ظهرت لديه مشكلة في الكلام حيث بدأ يكرر الحروف الأولى من الكلمات وينطقها بصعوبة، وحدثت هذه الأعراض منذ شهر بعد أن عاقبه والده بشدة بسبب تشاجره مع زميله وتلفظه بألفاظ سيئة، رغم أن والده لا يعاقبه ويحبه ويغمره بعطفه وحنانه ويلبي له كل طلباته. الرجاء إفادتي لأن حالة طفلي سببت تعاسة وتوتراً لجميع أفراد الأسرة. "
إن مشكلة تسمى (اللعثمة) وهي إحدى اضطرابات الاتصال لدى الأطفال، وتتعدد أسبابها فمنها العضوية مثل الخلل في الإدراك السمعي والإصابات العضوية مثل إصابات الدماغ أو اللحمية أو إصابة الجهاز التنفسي، أو تعود اللعثمة إلى أسباب نفسية مثل أساليب المعاملة الوالدية الخاطئة كالصرامة الشديدة أو الحماية الزائدة أو التناقض في المعاملة.
كذلك فإن التلعثم يعتبر كرد فعل للضغط النفسي والتوتر النفسي الأسري والاجتماعي، وقد يكون التلعثم هو الطريقة التي يعبر بها الطفل عن القلق والخوف، وتعد اللعثمة من وجهة نظر التحليل النفسي تعبيراً عن محفزات عدوانية لفظية لا يستطيع الطفل التعبير عنها بسبب رفض المجتمع لها.
إن قلق وتوتر الآباء يزيد من أعراض التلعثم لدى أطفالهم لذلك يجب تهيئة ظروف البيت خاصة من قبل الأب لأن استجابة طفلك هي استجابة طبيعية لظروف غير طبيعية، وما يعانيه هو عبارة عن لعثمة سببها موقف فجر صراعاً نفسياً مع وجود عوامل مرسبة ساعدت على ظهور التلعثم مثل الحماية الزائدة، أما الصراع الذي يبدو في حالة طفلك فهو صراع صاحبه عدم فقدان التأييد الاجتماعي والأسري في مقابل ضغوط العدوانية لديه الناتجة عن التشاجر مع زميله والعقاب من قبل الأب الذي لم يكن يتوقعه خصوصاً أن الأب أظهر حماية زائدة للطفل فيما سبق. ولما كان العقاب الشديد من الأب لتلفظه بألفاظ نابية فإن الطفل استجاب لذلك بكف جزئي لقدرته على الكلام كتعبير عن الصراع.
وننصحها بالآتي :
"لا تتوتري وتقلقي وما عليك إلا أن تعملي على إدخال الهدوء والسكينة وخفض درجة القلق في أسرتك ، تحدثي معه أمام مجموعة من أصدقائه يحبهم ويرتاح لهم مع تقديم المكافأت له ، وإعملي على بناء الثقة بالنفس ، وعززي معنى الاستقلالية لدى طفلك من خلال طلب مهام بسيطة يستطيع إنجازها ، إن الهدوء وخفض التوتر وتعزيز السلوكيات الإيجابية والمرغوبة بالمكافأة وعدم التركيز على اللعثمة قد تساعد على تخلص الطفل من الاعراض بسرعة معقولة"


فاللجلجة التلعثم التهتهة ؛ كلها مصطلحات عربية تعبر عن الكلام المضطرب الذي يتضمن تكرار الاصوات والمقاطع الصوتية ، والتردد اثناء الكلام ، التوقف اللاإرادي ، وعدم الكلام بطلاقه.
لقد تم التعرف على ظاهرة اللجلجة كمشكلة منذ زمن سحيق حيث يرجع تاريخها الى عصور مصر القديمة ,ولقد عرف ذلك من رموز معينة تم إكتشافها فى الهيروعليفبة،كما ذكرت فى الإنجيل بواسطة الفلاسفة القدماء , ولقد قيل : ان سيدنا موسى(علية السلام)مصاب باللجلجة, و كذلك ارسطوAristotleوآيسوبAesopوديموستينسDemosthenesوفى عصرنا الحاضر وينستون تشرشلWinston Sir Churchill والملك جورج السادس King Georgeوغيرهم كثيرون.
تعد اللجلجة التلعثم اكثر انتشارا فى الاعمار من السنة الثانية الى السنة الثالثة ومن السنة السادسة الى السابعة ومن السنة الحادية عشر الى الثانية عشر والتلعثم من السنة الثانية الى الثالثة ليس تلعثما حقيقيا بل هى طبيعة هذه السن فى الاطفال حيث لا يتقنون اللغة جيدا ويتلمسون الحروف والكلمات اثناء الكلام فيبدوا كلامهم متلعثما ولذلك فهذه الحالة فى هذه السن حالة مرحلية بحتة اما من سن السادسة حتى السابعة فهى السن التى يتعرض فيها الطفل لضغوط المدرسة والنظام الجديد فى الحياة من حيث الاستيقاظ والنوم مبكرا والواجبات المدرسية والبعد عن الحنان العائلى والام من الصباح الباكر وكل هذه العوامل تشكل ضغوطا نفسية شديدة على الطفل وتنعكس على طريقته فى الكلام فيصاب بالتلعثم .
اما فى سن الحادية عشر والثانية عشر فهى سن الدخول من باب المراهقة وما يصاب ذلك من ضغوط نفسية بعضها دينى وتقليدى واسرى والاخر من زملائه ومن اقرانه فى المدرسة
يعتبرالتلعثم أكثر عيوب النطق شيوعا وتتراوح نسبتة فى معظم الإحصاءات من (1-3 فى المائة)فى أطفال المدارس.وهى نسبة تتطلب عناية القائمين على رعاية الأطفال سواء فى مجالات الطب أو التربية, لأن مثل هذة العيوب إن لم تعالج فى الوقت المناسب فقد تؤدى إلى عواقب وخيمة فى نفسية الطفل حيث يتعرض لسخرية زملائة لعدم قدرتة على إستخدام اللغة بطلاقة مما يجعلة يؤثر الوحدة و ينزوى عن أقرانة و يترسب فى أعماقة من السلبيات ما يجعلة عرضة للمرض النفسى فى المستقبل
تعد اللجلجة من اكثر اضطرابات النطق والكلامالتى اثارت جدل المتخصصين حول اسبابها حيث تعددت وجهات النظر بشأنها
فلا شك فى ان كثيرا من الضغوط النفسية قد تسبق او تصاحب او تأتى بعد حدوث التلعثم فى صورة او اخرى, فالمعاملة السيئة والخشونة مع الطفل فى المنزل او فى المدرسة قد تكون السبب فى التلعثم واى هبوط او ضعف مفاجىء فى صحة الطفل قد يؤدى الى بدء التلعثم عندة
و لما كانت اللجلجة راجعة فى اكثر الاحيان لأسباب سيكولوجية كان لنا ان نحاول علاجها عن طريق برامج الارشاد النفسى المختلفة ,حيث ان التوجية والارشاد النفسى حق لكل مواطن وهو بالتالى حق لكل طالب فى مدارسنا.
و بناء على ان اللجلجة غالبا ما تكون مرتبطة بشخصية مضطربة وتحتاج لعلاج نفسى بالاضافة الى علاج كلامى ومن اهم طرق العلاج النفسى العلاج باللعب الجماعى الغير موجة وذلك للاسباب الاتية:
1-جلسة اللعب تساعد الطفل على التعبير عن مشاعر التوتر,الاحباط , عدم الامن , الخوف, بل تشجعة على التنفيس حتى يتم التحرر من التوتر العصبى.
2-إتاحة الفرصة لإكتشاف الذات و الذات فى علاقتها بالاخرين حتى يكون بمقدرة الطفل تقبل ذاتة وإحترامها و إحترام الأخرين.
3-إشباع حاجة الطفل للتقدير والإستقلال.
وبما ان اللعب لة اهمية كبيرة فى تكوين شخصية الفرد ,فضلا عن انها احد المفردات الرئيسية فى عالم الطفل كما إنها إحدى ادوات التعلم و إكتساب الخبرة ,لذلك يعتبر اللعب فى منظور علماء النفس و التربية ورقة فى غاية الاهمية فى ملف الطفولة ,لذا يعد اللعب مدخلا اساسيا لنمو الطفل فى الجوانب العقلية و الجسمية و الاجتماعية و الاخلاقية و المعرفية و الانفعالية و اللغوية.
فضلا عن ذلك فإن اللعب هو لغة الطفل الرمزية للتعبير عن الذات فمن خلال تعاملة مع اللعب يمكن ان نفهم عنة الكثير فهو يكشف عن مشاعرة بالنسبة لنفسة و بالنسبة للاشخاص المهمين فى حياتة و الاحداث التى مرت بة بحيث نستطيع ان نقول بان اللعب هو حديث الطفل وان اللعب هو كلماتة
واللعب هو النشاط الوحيد الذي لايهدف الإنسان حين يمارسه الى غرض محدد سويى النتعة الناتجة عن اللعب ذاته ، فهو كالفن ويؤدي الى سرور وارتياح بلا هدف

و لللعب أغراض تشخيصية علاجية تتمثل فى:
· ان المشاعر او النزاعات العدوانية التى توجة معالج الاطفال المصابين بالقلق النفسى اثناء اجراءاتة العلاجية تعوزها اداة تعين على اظهار هذة المشاعر و تجسيمها فى جو من اللعب وقد تبين انة من خلال ممارسة الاطفال المصابين باللجلجة العابا حرة خالية من القيود قد تبرز رغباتهم المكبوتة من ثناي لعبهم.
· الاشتراك فى اللعب بين المصاب باللجلجة و رفاقة الاخرين اداة ناجحة لاستئناس المصاب.

ويذكر أحمد بلقيس أنه يتخلص الطفل عن طريق اللعب من التوتر الذى يتولد او يتجمع لدية نتيجة القيود و الضغوط المختلفة التى تفرض علية كما يشكل اللعب وسيلة من احسن الوسائل للتخلص من الكبت اى ان الاتزان يحدث بعد ان يتخلص الطفل عن طريق اللعب من التوتر و من الكبت . فالطفل الذى يعاقبة الكبار بالضرب و يعجز عن الرد على ذلك بضربهم يشعر بالتوتر و اختلال التوازن من الناحية الانفعالية فيحاول استعادة التوازن و التخلص مما لحقة من توتر وغيظ.وذلك بان يلعب دور الكبار فى بعض انماط اللعب الايهامى ويضرب من هم اصغر منة او يقوم بضرب الدمى و الالعاب و ربما يوجة لها نفس العبارات التى كان يوجهها لة الكبار و يمارس الضرب والعقاب بنفس الطريقة و الاسلوب ويكون لعب الاطفال فى مثل هذة الحالة اداة تعويض يتوسلها الطفل للقيام بما لا يتمكن من القيام بة فى الواقع.
ان الطفل بحاجة الى التخفيف من المخاوف و التوترات التى تخلقها الضغوط المفروضة علية فى بيئتة و الاساليب عير الرشيدة فى تربيتة.و هو بحاجة كذلك الى تعويض النقص و الحرمان الذى يعانية من جراء ذلك سواء اكان حرمانا عاطفيا ام ماديا ام تعبيريا فيلجأ الى اللعب حيث يجد فية كل ما يحتاجة وما ينقصة فيمارسة ليستعيد التوازن الذى افتقدة من جراء التوتر والحرمان و يحقق الاشباع فى الكثير من الحاجات التى لم يستطع اشباعها فى الحياة اليومية.


بقلم أشرف رضا ححاج

ليست هناك تعليقات: