الجمعة، ديسمبر 23، 2011

مثقفون: الوزير الفنان قتل المواهب وأهدر الميزانيات



مثقفون: الوزير الفنان قتل المواهب وأهدر الميزانيات
Posted on April 21, 2011 by Khaled Elsehsah
YOU MAY ALSO LIKE-
عادل السيوي: «الأعلي للثقافة» أهم من الوزارة ويجب تحريره من سلطاتها ...
غياب ملحوظ للتشكيليين وصوفية «محيرة» في معرض فاروق حسني ...
انقسام «التشكيلية» بعد اعتذار «رضا» عن تعاونه مع النظام السابق ...
Close
152
Share

سوزي شكري

كتبت سوزى شكرى في روزا أون لاين العدد 1781 – الجمعه – 22 أبريل 2011
حين تم تعيين الفنان التشكيلي “فاروق عبد العزير حسني” الشهير بفاروق حسني وزيرا للثقافة عام 1987، احتفل التشكيليون بهذا الحدث، منتظرين منه تقديم كل ما يخدم الفن والفنان المصري علي المستوي الدولي والمحلي، وبعد فترة طويلة، جرت خلالها مياه كثيرة في النهر، جاء يوم الحساب بعد ثورة 25 يناير، ليقدم التشكيليون كشف حساب لما يقرب من 24 عاما ظل طوالها حسني علي رأس المؤسسة الثقافية وزيراً وفناناً.

وكما كان وزيرا مثيرا للجدل طوال “ولايته”، فهو الآن أيضا أصبح ماضيا مثيرا للجدل، خاصة أن تقييم مسئول بالأوراق أمر سهل، أما تقييم مسئول عما فعله بالعقول من الأمور الصعبة، خاصة إذا تعارضت حوله الآراء بين تحميله مسئولية تراجع الحركة الفنية، وبين تبرئته من المسئولية.

رأي الناقد الفني محمد كمال أن فاروق حسني استطاع “عسكرة” الحركة الفنية، قسم الوسط الفني إلي ثلاثة أطياف الأول: مثقفون مقاتلون ضد فساده إلي الآن، والثاني: فنانون تربوا في حظيرته وقفزوا للمناصب بالبراشوت، والثالثة: فنانون متفرجون ليسوا معه وليسوا عليه.

وأكمل: افتقدت الثقافة طوال عهد حسني للمشروع القومي الوطني، واكتفي بالترويج للعبث بالفن وأدواته من منطلق التطوير والتحديث، وأهدر الميزانيات علي نفايات الأفكار، وهو ما وصل بنا في صالون الشباب “عام 97″ إلي اكتشاف لجنة تحكيم الأعمال أن الفنان أحمد قرعلي يقدم عملا فنيا عبارة عن “جثة آدمية حقيقية” مغطاة ببوليستر، وتم تسليمه وقتها للنيابة للتحقيق معه، وعمل آخر في نفس المعرض كان عبارة عن “ديك رومي محنط”، تسبب في أن تمتلئ قاعة مجمع الفنون بالزمالك بالثعابين.

وواصل «كمال» في استعراض نماذج علي هذه الأعمال التي كانت تحصل علي جوائز، إلي أن وصل إلي ما شهده “بينالي القاهرة الأخير” من جريمة بشعة تمثلت في تقديم آمال قناوي فيلم فيديو تحت عنوان (صمت الخرفان)، يحتوي علي فقرة لفن الأداء الجسدي، يزحف فيها مجموعة من بسطاء الشعب المصري علي الكفين والركبتين كالحيوانات، والمدهش أن هذه الفنانة لم تشاركهم الزحف، بل كانت تقودهم فقط كالراعي، والغريب أيضاً أن هذا العمل حصل علي جائزة 100 ألف جنيه.

وأكد في نهاية حديثه أنه يرفض امتداد ذلك الفشل الفكري من خلال امتداد ذيول لنظام فاروق حسني.

واتفق الناقد عز الدين نجيب مع الرأي السابق قائلا: الوزير السابق أفسد الحركة الثقافية عامة والتشكيلية خاصة في ربع قرن، وقاد الفن بتعليمات سياسية، لامتلاكه موهبة فائقة في ترويض شخصيات معدومة القيمة والخبرة والكفاءات ووضعهم في حظيرته، وتجسدت جريمته الأكبر في “صالون الشباب”، الذي تسبب في استبعاد المواهب الحقيقية من الوسط الفني، مما حرمنا من كوادر جديدة جيدة، وكذلك فناني الأقاليم، ومنح الجوائز لمن لا يستحقها من خلال لجان تحكيم كانت تعمل بتوجيهاته.


فاروق حسني

وأضاف الوزير السابق: خدع الفنانين بمفهوم العولمة وهمش الهوية المصرية، حارب العقل الابداعي الصادق لم يوثق الحركة في اي كتاب، وخان حتي أطفال المدارس “فناني المستقبل” ولم يهتم بهم، إلي أن فرغت عقول الشباب، وتسلل الفكر الوهابي في تحريم الرسم والنحت، بالإضافة إلي كم السرقات التي ارتكبت في عهده، وقيدت كلها ضد مجهول.

وأكد نجيب أن الفساد الثقافي أفظع وأشد من الفساد الإداري، ومحاسبة الوزير علي أفكاره لا تقل أهمية عن المحاسبة الإدارية، لأن سياساته التجريدية أضرت بالفن.

ودعا «نجيب» التشكيليين إلي القيام بثورة علي كل الفعاليات، للعودة إلي الأصالة والهوية المصرية، وحذر من أنه إذا استمر قطاع الفنون التشكيلية يعيد طرح كل ما هو مرفوض فسوف نطالب بإلغائه.

أما الناقد الفني الدكتور ياسر منجي فكان له رأي آخر، مفاده أن بعض الممارسات التي انتهجها عدد من الفنانين ومنظمي العروض الباحثين عن الشهرة، هو ما يستوجب المراجعة والمحاسبة، قائلا: “نحاسب أنفسنا أولاً”، مؤكداً أن الفنان أو الناقد أو مدير المعرض، سواء حكوميا أو خاصا، فكلهم شركاء في الحركة الفنية، والترويج أو عدم الترويج لأي فعالية، وهذا ليس تبرئة مني لأي شخصية بعينها، فإذا كان النقد قراءة لكل منا معطياته فيها، فإن العمل الفني مسئولية الفنان وحده، فهل كان المسئول يجبر الفنان علي الاشتراك في الفعاليات؟ يدخل مع الفنان المرسم؟ وأكمل: الغريب أن من شاركوا في هذه الفعاليات هم الذين يعترضون الآن، فهناك عدد كبير من الفنانين ليس لهم أي علاقة بالمؤسسة الرسمية استمروا بالعمل الفني بمفردهم بعيدا عن الوزارة.

وواصل: «عيب علينا» جميعا إذا قلنا أن فردا واحدا استطاع تغيير شكل الفن المصري بفعالياته، فأين كنا نحن أثناء ذلك؟ وأي ناقد فني له موقف من الفعاليات موثق من قبل الثورة هو فقط من يستطيع تقييم الحركة، والاعتراض لا يكون فقط الآن، فعلي سبيل المثال فقد سجلت اعتراضي من قبل الثورة علي الفنانة الإيرانية الأصل شيرين نشأت، التي شاركت بمعرض “الجسد الإنساني”، وحصلت علي ترويج إعلامي غربي سخي، ويبدو أن هذا الأمر كان حاضراً في حسابات بعض منظمي العروض.

ويري الفنان التشكيلي سمير فؤاد أنه كان لا بد من مشروع ثقافي واضح يترجم إلي خطة عمل، يتم ترجمتها إلي مشاريع تنفيذية لا تتغير بتغير الأفراد، وهذا لم يفعله الوزير ولا المؤسسة الرسمية بكل قطاعاتها، ما حدث هو غياب الرؤيه وغاب المشروع الثقافي وتحول المشهد إلي أفراد، وأصبح لدينا ما يسمي بثقافة اللقطة “والمنظرة الكذابة”، الهدف هو أن “اللقطة تطلع حلوة” وأن فلان وعلان يطلعوا في اللقطة ومشاهد لا حد لها من الإسفاف وأصبح حفل الافتتاح والظهور في برنامج التليفزيون والكتالوج فاخر الطباعة أهم من الحدث نفسه بناء علي تعليمات سيادته، وهذا ما كان يتم في فعاليات المنظرة.

ليست هناك تعليقات: