الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

ارثر رامبو وقصيدة اوفيليا

Photobucket

أوفيليــــا 
للشاعر الفرنسي آرثر رامبو 
من ديوانه "أشعار"، مايو 1870 



على الموجةِ السوداءِ الوادعة حيث تغفو النجوم 
تطفو البيضاءُ أوفيليا كزُنْبـُـقَة ٍ تفتحت واسعة، 
تطفو رويداً رويدا، راقدة ً على غلالاتها الوارفة... 
فتأتي من غاباتٍ نائية صيحة ُ صيادٍ لحظة َ قنصِ الفريسة. 

ها هي الآنَ ألف عامٍ مَضَتْ مُذ ْ سَرَتِ الحزينة ُ أوفيليا 
كطيفٍ أبيضٍ، على النهرِ الفارعِ الأسودِ 
ها هي الآن ألف عامٍ مَضَتْ مُذ ْ وَشْوَشَ جُنـُـونُها العَذبُ 
بغناءِ حُبـِـهَا لنسيمِ المساءْ. 

تُقَبـِّـلُ الريحُ نهديها فتفردَ مثلَ نُوّارٍ 
غلالاتها الواسعة التي، في رقةٍ، هَدْهَدَتْها المياهْ؛ 
الصفصافُ راعشٌ يبكي على كَتْفِـهـَـا، 
وعلى جبينِها الحالمِ الرحبِ مالت سيقانُ القصبْ. 

نيلوفرٌ مجعّدٌ تَنَهَّـدَ حَوْلـَـها؛ 
فتصحو من حينٍ لِحِينْ، في مياهٍ غَافِيَـة، 
حيثُ عشٍ تسللَ منه رفيفُ جناح ٍ رقيقْ: 
غناءٌ اكتنفهُ الغموضُ، تَـنَـزَّل من نجومٍ بلونِ الذهب. 

آهٍ أوفيليا الشاحبة! يا جميلة ً كالثلوج! 
نَعَمْ مُتِّ، يا طفلة ً، على يَدِ نهر ٍ غَضُـوب! 
لأنَّ رياحاً هبت مِنْ جِبـَـالِ النِرْوَيـْـجِ المـُهـِـيبة 
همست إليكِ عن الحرية ِ الجامحة. 

حينَ هبَّتْ نَسْـمَة ٌ عَقَدتْ شَعْـرَكِ المُنْسَـدِلْ، 
حامِلَـةً لرُوحِكِ الحَالِمَة ضَوْضَـاءً غَرِيبـَـة؛ 
مَضَى قَلْبـُـكِ يرنو لِشَـدْوِ الطبيعـة 
في أَنِيـن ِ الشَجَرْ وآهاتِ الليَالِـي. 

حينَ زَمْجَرَ صَوْتُ البِحَارِ الهُـوجِ دَاوِيـَـاً، 
مُهَشِّـماً نَهْدَكِ الطِفْلَ، المُفْعَمُ طِيبـَـة ً الفَيـَّـاضُ رِقَـة ً؛ 
أطلَّ ذات صَبـَـاح ٍ من أيامِ أبريل ِ، فارِسٌ جَمِيـلٌ شَحُوبْ، 
ومَجْنُـونٌ وديعْ، لِيَجْلِسَ صامِتـاً على رُكْبَتَيـْـكِ! 

سماءٌ! عشقٌ! حريةٌ! أيُّ حُلْـمٍ أَيَتُـها المجنونةُ البائِسَة! 
ذُبتِ فيه كما تذوبُ في الماءِ الثلوج: 
كانت رؤاكِ العظيمة تخنقُ أنفاسَ كلامِكْ 
ـ وعيونـُـك الزرقُ أذْهَـلَتـْـهَـا اللانهاية ُ المُرْعِـبَة! 

ـ حينُها، قال الشاعرُ أنَكِ عند شعاعِ النجومِ 
تأتين باحثة ًعن الليل ِ، عن الزهر ِ الذي تقطفين، 
وأَنـَـهُ رَأَى على صَفْحَـةِ المَاءِ، رَاقِـدَة ً على غلالاتها الوارفة، 
أوفيليا البَيْضَـاءَ، تَطْفُـو مِثْلَ زُنْبـُـقَةٍ تَفَتَحَتْ واسِعَة. 




هناك تعليق واحد:

نجاة محمد علي يقول...

الرجاء سحب هذه الترجمة التي تنشرونها دون طلبٍ مني ودون الإشارة لإسمي
نجاة محمد علي
مترجمة هذه القصيدة