الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

صور الشاعر آرثر رامبو






لطفية الدليمي مع "مهرب الارواح"




مقدمـة :
آرثر رامبـو شاعـر من أكبـر شعراء فرنسـا ، رغم وفاتـه بمرض خطيـر أصابـه فجأه وهو في السابعـة والثلاثيـن من عمـره ، إلا أن شهـره هذا الشاعـر تزداد يوما بعد يوم ، ولا يوجـد الآن مثقف في أوروبا لا يعـرف رامبـو بل ولا يوجـد محبـ للشعـر الإنسانـي دارس له إلا ويعرف رامبـو .
    
آرثـر رامبـو :




ـ ولد آرتور رامبو في شارلفيل بفرنسا في عام 1854 .
وتوفى في  10 نوفمبر 1891

ـ أنفصل ابوه عن امه تاركا رامبو مع اخوته الثلاثـه .

ـ بدأ بكتابة الشعر بسن السادسة عشرة ، وتميزت كتاباته الأولى بطابع العنف .

ـ اتبع مبدأ جمالياً يقول بأن على الشاعر أن يكون رائياً ، ويتخلص من القيود الضوابط الشخصية ، وبالتالي يصبح الشاعر أداة لصوت الأبدية .

ـ وكانت آخر أعماله الشعرية بعد أن بلغ من العمر 19 عاماً ، وبعدها صمتـ عن الشعـر .

ـ وقـد بلغ قمـة عبقريتـه الفنيـة في هذا السن الصغيـر المبكـر .
ـ تركـ برودة باريس متجها لدفء الشـرق فـزار : الحبشـة " القاهرة " الإسكندريـة " عـدن " وبعض دول الخليـج "

ـ  توفي في مارسيليا بفرنسا في العام 1891 بعد أن بترت ساقـه .

ـ وكان آخـر ماقـال باللغة العربيـة " الله كريـم " تعلمهـا من أهل عـدن وبعدها فارقـ الدنيـا .

ـ لقبـه " شكسبيـر الرضيـع " النيـزكـ " الملاكـ المنفـي " الصوفـي المتوحـش " المراهـق الرهيبـ " الشاعـر المتشـرد " المتمـرد الأوربـي "

ـ أعمالـه الفنيـة " فصل في الجحيـم " الإشراقاتـ " أشعـار بوهيمـي " أشعار طالبـ " صحاري الحبـ " الشاعـر في السابعة عشرة " 

من أقوالـ رامبـو :



« ينبغي أن نعثر على لغة شعرية جديدة.. ينبغي أن نطالب الشعراء بأن يأتوا بشيء آخر جديد ، شكلاً ومضموناً ، ذلك أن اختراع المجاهيل أو (اكتشاف المجاهيل بالأحرى) يتطلب منا استخدام أشكال لغوية جديدة » 
بمعنـى آخر : فلا مضمـون جديداً من دون شكل جديـد .. قالـه في سنـ 17 ربيعـاً 

« الآن انتهى الكابوس ، الآن أستطيع أن أحيـي الجمال »
« أخيراً وجدتْ فوضى روحـي شيئاً مقدسـاً »
« لا كلمات بعد الآن ، إنني أدفن الميّت في بطني »
« لقد صرت مثل المسلمين لا أؤمن إلا بالمكتوب »

 شعـر رامبـو :

هناكـ ، حيثـ كنت وسط الظلالـ الغريبـة أنظـم شعـري
كأنها القيثـارة ، أجذبـ أوتـارا مطاطيـة
لحذائي المجروح ، رجل بالقربـ من قلبـي 

لقد تـم العثـور عليها !
مـاذا ؟ الأبديـة.

إنها البحـر
الممتزج بالشمـس.

يا روحـي الأزليـة ،
عاينـي أمنيتكـ
رغما عن الليـل الوحيـد
و النهار الموغـل في النـار


ঔღঔ

√ رامبـو تحدى ضيق العبارة والكلمة بأن منحهما من روحه ما جعلهما تشرقان به حد الإدهـاش .
√ رامبـو رغم كال ما اقترفتـ روحه يظل المرفرف حولنا ملء الحياة لأنه شاعر عاش التيه في أبهى تجلياته 
√ رامبـو يستحق أن ننقشه وشما على سنا البرق رغم كل الذي كان منه سيظل صوته صادحا لأنه طفل الأبديـة .
√ رامبو لم يمتـ لأنه الأبـدي الذي تحدى الموت بالكلمة و الكلمة وحدها لا تخون المستظل بها من رمضاء الزيف والخيانة والفنـاء .

ঔღঔ

أقـوالـ الأدبـاء في رامبـو :

اندريـه جيد :
هناك ما أراد أن يقوله رامبـو ، ما نعتقد انه أراد قوله ، لكن الأهمّ بلا شك هو ما قاله من دون إرادته ورغماً عنـه .

ستيفـان زيفيغ :
لجأ رامبو إلى النور الساطع والسحري للحدس ليضيء وجه السرّ. كانت القوّة تنبثق منه مثل تجديف . 

بيـار جـان :
لا يبقى أمام عيوننا الا السمـو الخارق لرامبو الوحيـد : المولود وحيـداً ، العاشق وحيـداً ، المتكلم وحيـداً ، الميّتـ وحيـداً . منذ أن أصبح غائباً عن نفسه ، لم يكن قادراً على ان يتخيل خلال احتضاره أن تلك الصفحات الشريـرة التي تركها لفيرلين ستنشئ ذات يوم احد أجمل الأعمال الشعرية عندنـا ، وهو قال عن أعماله تلك: «لم أعد قادراً على ان أكملـ ، سأصبح مجنونـاً .

سيـوران :
كلّ شيء لا يعقل ، كل شيء يخالف المألوف لدى رامبو، ما عدا صمتـه , لقد بدأ من النهاية ، وبلغ على الفور حداً لم يكن قادراً على اجتيازه إلا عبر نفـي نفسـه .

بـول فيرليـن :
لم يكن الشيطان ولا الإله ، كان ارثور رامبـو ، أي شاعراً كبيراً، أصيلاً قطعاً ، ذا نكهة فريدة ، لغوياً خارقاً , فتى ليس كالآخرين أكيداً لا ! لكنه كان نقيـاً ، عنيـداً وبلا أي خبـث وفي منتهى الرقـة ، وقد كانت له الحياة ، هو الذي أريد له أن يتنكر كإنسان متوحـش ، في الأمام في النور والبأس ، جميلة بالمنطق والوحدة مثل شعره .
كان نوع من العذوبة يلمع ويبتسم في تينك العينين الضاريتين بأزرقهما الصافي وعلى ذلك الفم القوي الأحمر ذي الثنية المحزنة : صوفيـة .

بـول فاليـري :
كلّ الأدب المعروف مكتوب في لغة المعنى المشترك ، ما خلا رامبـو . اخترع رامبو أو اكتشف مقدرة «التنافر المتناغم» . وإذ بلغ هذه النقطة القصوى ، النقطة الحادة للإثارة الطوعية لفعل اللغة ، لم يكن قادراً إلا أن يقوم بما قام به = الهـروبـ .

هنـري ميلـر :
كان رامبـو ذئبـاً مستوحـداً .

ألبيـر كامـو :
حاملاً في نفسه الإشراق والجحيـم ، محقراً الجمال و محييـاً إياه ، صنع من تناقـض لا يختزل غنـاء مزدوجاً ومتعاقباً ، انه شاعر التمـرد . ولكن أين هي اذاً فضيلة هذا الذي حـاد عن التناقـض وخـان عبقريته قبـل أن يقاسيها حتى النهايـة . شاعر كبير ومدهش ، الأكبر في عصره .

ماريو فارغاس :
لا يحارب رامبو العدو جهاراً ، ومن الخارج ، بل في الظـل ، انه يجعل التمـرد في قلب ما يريد هدمـه . 

أرشيبالد ماكليش :
ليس من كاتب في العالم اليوم يمكن أن يقارن تمـرده بتمـرد رامبـو ... «مسألة رامبـو» الحقيقية ليست مسألة سيرة ذاتية , مسألته الحقيقية هي مسألة الشعـر .

رينيـه شـار :
حسنا فعلت ، إذ رحلتـ آرثر رامبو ! فسنوّك تستعصي على الصداقة ، وعلى سوء الطوية ، وعلى حماقـة شعراء باريـس ، وكذلك على طنين النحل العقيم لعائلتك شبه المجنونة... حسنـا فعلت ، إذ بعثرتهـم جميعا في رياح الشواطئ البعيـدة ، إذ رميتهـم تحت سكيـن مقصلتهـم المبكـرة . حسنـا فعلت إذ هجرت شـارع الكسالـى ، ومواخيـر الشعـر الرديء من أجل جحيـم الحيواناتـ ، من أجل تجارة المحتاجيـن وتحيـة البسطـاء . حسناً فعلت في أن رحلتـ نحن بضعة أشخاص نؤمن من غير برهان ، بأن السعادة معك كانتـ ممكنـه .


.. في أفريقيـا ..

مظهر لرامبو أغرى العفاريين وهو صمته
 ففي القافلة لا يقال الا الضروري 
نستطيع البقاء عشر ساعات دون أن نتحدث الشيء الذي لا يعني أننا لا نتواصل
 فمن خلال الصمت يمر حوار وتشارك دونما حاجة الى الكلمات
كان رامبو يتحدث قليلا وكان يحترم صمت العفاريين ، لقد صار واحدا منهم".
 لقد كان رامبو يعيش حياة زاهدة ، يلبس القطن العادي ويعتمر طربوشا صغيرا على رأسه ،
 ولا وجود أبدا لملامح العجرفة الكولونيالية التي للبيض الاخرين عليه
 زاهد وصموتـ ، متحفظ وذو كبريـاء ، غضوبـ ومتطوع صبور، مزاجه كان قريبا في الحقيقة من مزاج العفاريين بل كان مثلهم 
مخـرج :

مع ذلـك يبقى يشكل ظاهرة شعرية غير قابلة للتفسيـر، ليس فقط في الأدبـ الفرنسـي ، وإنما أيضا في الأدبـ العالمـي .  



من شعر رامبو

وميديا في ثلاث قبلات
= = = = = = = = = = =

كانت متجردة مما يسترها 

وهنالك أشجار متطفلة ضخمة 

تضرب بالأوراق زجاج النافذةِ 

بخبث ٍ... عن قربٍ... عن قربْ 


جلسَــت في كرسيّ ضخم 

شابكة ليديها، كانت في منتصف العري 

وعلى أرض الحجرة تهتزان بحرية 

أعني: قدميها الرائعتين الرائعتين 


لاحظتُ ، ولوني لون الشمع 

شعاعا رفافا يتسكع 

ويرفرف في بسمتها 

وعلى النهد... ذبابة ورد 


قبلتُ الساقين الناعمتين 

ضحكتْ هي في خبث ضحكتها 

المتفتـتة إلى بلور ِ أغاريدٍ 

وكرستال . 


قدماها، من تحت قميص شفاف 

استأذنتا: : هل يمكن أن تنهي؟" 

أولَى ترنيماتٍ بدرت عنها 

ضحكتها المتوعدة بفرطِ عقابي . 


قبلتُ بلطفٍ عينيها 

الواجفتين بمسكنةٍ تحت شفاهي 

دفعتْ رأسا يشعر بالإعياء 

إلى الخلف... "وآهٍ .هذا أحسن!" 


" هل تسمح لي بمجرد كلمات؟" 

فطبعت بقية قبلاتي فوق النهد 

جعلتها القبلة تضحك 

ضحكتها الراغبة كثيرا أن.... 


كانت متجردة مما يسترها 

وهنالك أشجار متطفلة ضخمة 

تضرب بالأوراق زجاج النافذة 

بخبث..عن قرب..عن قرب

============================

المركب السكران



بما أنني أنحدر من الأنهار اللامبالية

لم أعد أحسني منقادا من طرف ساحبي المراكب:

هنود حمر صياحون اتخذوهم هدفا

بعد أن سمروهم( ثبتوهم) عراة على أعمدة من ألوان.

.

كنت غير مكترث بكل طواقم السفن،

حمالا للقمح الفلامندي أو للقطن الإنجليزي

عندما مع ساحبي تنتهي تلك الجلبة

تتركني الأنهار أنزل حيث أبتغي.

.

في هدير مد البحر وجزره الغاضب

أنا الشتاء الآخر الأكثر صمما من عقول الصبيان

جريت ! ولم تحتمل شبه الجزر المنطلقة (السيارة)

اختلاطا وفوضى أكثر انتصارا

.

باركت العاصفة يقظاتي البحرية

أخف من سدادة فلين، رقصت فوق الموج

لينادوا الناقلين الأبديين للضحايا عشر ليال،

دون تحسر على عين المشاعل (الفوانيس) الحمقاء !

.

أكثر رقة مما لدى الأطفال، لحم التفاح حامض المذاق

الماء الأخضر ينفذ إلى هيكلي الصنوبري

ولطخات خمور خضراء وقيء

غسلني مشتتا (مبعثرا) الدفة و المرساة

.

ومذ ذلك الحين، وأنا أستحم في قصيد البحر،

منقوعا بالنجوم، ولبنيا

ملتهما اللازوردات السماوية حيث طوف السفينة الشاحب

مشرقا بالفرح، غريقا متأملا ينحدر أحيانا

.

هناك حيث تخضب فجأة الزرقات، هذيانات

و إيقاعات وئيدة تحت نضارات النهار الساطعة

أقوى من الكحول، أشسع من قيتاراتنا

تخمر صهبات الحب المريرة

.

أعرف السماوات المتصدعة بروقا و أعاصير مائية

أعرف ارتداد الأمواج و التيارات (السيول)، أعرف المساء،

الفجر الممجد كما أعرف شعب اليمام

و أبصرت في بعض الأحايين ما ظن الإنسان أنه رآه

.

رأيت الشمس واطئة، مبقعة بهلع رؤيوي،

مضيئة تجمدات ممتدة بنفسجية

شبيهة بممثلي دراما ضاربة في القدم

كانت الأمواج تدحرج ارتجافاتها ذات المصاريع !

.

حلمت بالليل الأخضر ذي الثلوج المنبهرة،

القبلة الصاعدة ببطء إلى عيون البحار

جريان أنساغ خارقة ليس لها مثيل

ويقظة الفوسفور الصفراء المغنية !

.

تتبعت، لأشهر ممتلئة، هياج هجوم أمواج الرصيف الصخري

الشبيه بجنون البقر الهستيري

.

دون أن أخمّن أن أقدام ماريات المنيرة

تحمل الفظ مرغما إلى محيطات يعوزها الإلهام !

.

لقد إصطدمت , هل تدرون , بفلوريدات عجيب

.

تمزج الأزهار بعيون نمور ذات جلود رجال !

أقواس قزح مشدودة مثل أعنة ( ألجمة)

تحت أفق البحار , لقطعان خضراء مزرقة (مغبرة)!

.

رأيت المستنقعات الهائلة تهيج،

شبكة حيث بكليته يتعفن في الأسل لوياثان

يساقط الماء وسط رخاوات البحر وهدوئه

و البعيدون نحو اللجج ينهمرون كشلالات

.

جليد، شموس من فضة، أمواج لؤلئية، سماوات من لهب

جنوح بشع في عمق الخلجان السمراء

حيث الأحناش العملاقة يلتهمها البق

و الأشجار الملتوية بعطور سوداء تنهار

.

كنت أود لو أنني أرشد الأطفال إلى هذا المرجان ا

في الموج الأزرق، هذه الأسماك الذهبية، هذه الأسماك المغنية

- زبد (رغوة) الأزهار يهدهد سحبي بعيدا عن المرسى

رياح خارقة كانت قد جنحت بي في لحظات.

.

شهيدا، أحيانا، ضجرا من الأقطاب والمناطق

البحر الذي نشيجه يحدث (يصنع) تحركي الوديع

يرفع نحوي أزهار الظل ذات الفنتوزات الصفراء

وأظل كما امرأة تجثو على ركبتيها...

.

شبه جزيرة*، تقذف على حافاتي

تناقر العصافير الصياحة (النابحة) ذات العيون الشقراء، وذرقها) سلحها)

وأنا أجدف، لما خلال علاقاتي الواهية

ينزل الغرقي ليغفوا وهم يدبرون القهقرى (ناكصون)

.

غير أنني، المركب الضائع تحت شعر الخلجان الصغيرة،

رماني الإعصار في الهواء النقي دون عصفور،

أنا الذي لن تقدر مبانيه المدرعة ومراكبه

على صيد الهيكل السكران من الماء

.

حرا، نافثا دخانه، ممتطيا الضباب الكثيف،

و أنا الذي أثقب السماء المحمر كما الحائط

الذي يحمل، مربى شهيا للشعراء الجيدين،

أشنات الشمس ورعام السماء اللازردية،

.

أنا الذي يعدو، مبقعا ببياض الهلال المكهرب

خشبة مجنونة، مخفورا (محروسا) بأحصنة البحر السوداء،

عندما بضربات هراواتها، تهدم أشهر تموز

السماوات الفوق بحرية ذات الأقماع المضطرمة.

.

أنا المرتجف، أحس على بعد خمسين ميل

نواح رغبة الوحوش الشيطانية و التيارات البحرية اللزجة،

غزال أزلي للجمودات (السكونات) الزرقاء

تترعني الحسرة على أوروبا بمتاريسها العتيقة

.

شاهدت أرخبيلات كوكبية ! وجزرا

سماواته الهاذية مفتوحة على المجدف في البحار

- أفي هذه الليالي البغير قاع تنام

- وتنفي مليون عصفورا، يا أنت، أيها البأس الآتي؟

.

بيد أني، حقيقة، بكيت كثيرا ! الأفجار مدمية للفؤاد.

كل قمر فظيع وكل شمس مرة:

الحب اللاذع ضخمني بأخدار مسكرة

يااااااااااه ! ليت عارضة سفينتي تنفجر ! ليتني أذهب إلى البحر !

)يااااااااااه ! فلتنفجر عارضة سفينتي ! فلأذهب إلى البحر !)

.

إذا تقت إلى ماء أوروبي، فتلك البركة

سوداء وباردة حيث الغسق المعطر (المحنط)

طفل مقرفص مملوء أحزانا وخوفا، مسترخ

مركب واه تماما مثل فراشة آيار

.

لم أعد أقدر البتة، أنا المستحم بذبولكم، أنتم ذوو النصال،

على الإبحار في ممخر حاملي القطن

و لا عبور زهو (عجرفة) الرايات ذات اللهيب،

ولا السباحة تحت لأنظار الرصيف الرهيب

*

ترجمة : آسية السخيري

=================================

يجد عشاق الشاعر الفرنسي الشهير آرثر رامبو، الذي يعد من أشهر شعراء فرنسا في القرن التاسع عشر، أنفسهم، في الوقت الحالي، أمام مفاجأة سارة نادرة، يتاح لهم فيها الاستمتاع بخمس قصائد مجهولة للشاعر الراحل كان نظمها باللغة اللاتينية، وهو في الرابعة عشرة من عمره، وهي تؤكد أنه كان كلاسيكيا موهوبا.

حيث اضيفت تلك القصائد لمجلد بعنوان (رامبو: القصائد)، للمترجم أوليفر بيرنر الذي تحولت ترجمته لقصائد رامبو الصادرة في عام 1962 إلى عمل كلاسيكي فور صدورها- يجد عشاق رامبو أنفسهم أمام ثمرة نادرة للتأمل في الشاعر على مدى 50 عاما.

وأضاف بيرنر إلى ترجماته لقصائد رامبو، خمس قصائد كانت مجهولة في السابق نظمها الشاعر في الرابعة عشرة من عمره، منها 3 قصائد نظمت باللاتينية، وقصيدتان ترجمتا من الفرنسية إلى اللاتينية.

ويشمل الكتاب القصائد الأصلية جنبا إلى جنب مع ترجمتها، ومن بين القصائد الخمس، قصيدة بعنوان (الملاك والطفل) لقيت إشادة خاصة باعتبارها صيغة مبكرة من قصيدة رامبو الأولى التي نظمت بالفرنسية بعنوان ( خالدات أورفلين).

ونشرت دار (أنفيل بويتري برس) المجموعة الجديدة، وحرصت على إدراج القصائد الخمس فيها.

وقال بيرنارد في هذا الشأن: (يبدو لي أن من الجوانب المهمة فيما يتعلق بالشعر الأوروبي كيف أن عددا كبيرا من الشعراء درسوا اللغة اللاتينية في المدرسة، ابتداء من شوسر ورابلييه وأودن وهاوسمان وبودلير.

وكيف أن القصائد التي تركوها لنا توضح النوعية الرفيعة لنسيج أعمالهم ووضوحها وزخمها). وبدوره، قال، بيتاجاي مؤسس دار أنفيل، إنه لا يزال هناك سوق لإصدار الشعر في اللغة الأصلية جنبا إلى جنب مع ترجمته إلى أعمال أخرى.

واضاف: (يبدو أن دار بنغوين تتحرك باتجاه تحبيذ ترجمات الشعر، وباعتباري ناشرا للشعر ومترجما له فإني أشعر بأن هذا شيء رائع، ولكن لا يزال هناك بركان بهذه النوعية من الإصدارات ذات اللغتين، حيث يحتل العمل بلغته الأصلية مرتبة الصدارة وتنشر ترجمات نثرية في ذيل الصفحة).

ليست هناك تعليقات: