الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

التخاطب واضطرابات النطق والكلام عند الأطفال 4



مقدمة في اللغة والتخاطب


شروط عملية التخاطب:إن عملية التخاطب عملية معقدة يشترك فيها المرسل والمستقبل ولكي تتم يجب توفر الآتي :
القدرة السمعية القدرة العقلية .القدرة العصبية .القدرة العضلية كيف تتم عملية الكلام ؟للإجابة على هذا السؤال لابد من الكثير من الشرح والإسهاب ولكنن سنحاول تبسيط الأمر قدر الإمكان مثلا إذا أراد شخص أن ينطق صوت (ب) [b] فان ذلك يحدث من خلال سلسلة من العمليات المعقدة تتم في جزء ضئيل من الثانية الواحدة وبشكل آلي فائق الدقة والسرعة.في البداية يستدعي الدماغ الصورة الصوتية للصوت (ب).يصدر أمرا للجهاز العصبي المركزي بنطق الصوت (ب).يقوم الجهاز العصبي المركزي بتوصيل الأمر إلى الجهاز العصبي الطرفي .يقوم الجهاز العصبي الطرفي بتوصيل الأمر عن طريق الأعصاب المسئولة عن عضلات الشفاه لكي تتحرك وتنقبض .في ذات الوقت يصدر الأمر وبنفس التسلسل السابق إلى عضلات الجهاز التنفسي لكي يقوم بإخراج الهواء من الرئتين إلى القصبة الهوائية ومن ثم إلى الحنجرة فتهتز الحبال الصوتية نتيجة لاندفاع الهواء من خلالها .ينتج عن ذلك صوت يتم تشكيلة داخل تجويف الفم .يصل الهواء إلى الشفاه المنقبضة فتنفتح ويحدث ما يشبه الانفجار (ب).لماذا لا نخطئ أثناء الكلام ؟يتطلب إصدار الكلام الاستخدام المنسق والفوري للآليات التنفسية والصوتية والنطقية . وهذا يتطلب شكلا من أشكال الضبط أو المراقبة ويسمى بالتغذية الراجعة مثل :التغذية الراجعة السمعية.التغذية الراجعة الملموسة.التغذية الراجعة الذاتية.التغذية الراجعة الداخلية اللغة الجانب الدلالي للغة : لكل لغة مفرداتها التي يتفق المتحدثون بها على أنها مفهومة لدى كل منهم ومهما زاد عدد المفردات فهو معروف ومحدد حتى وان كان قابلا للزيادة تطورا مع العصر . والمعنى يتوقف على السياق التي جاءت فيه الكلمة .الجانب النحوي للغة syntax :بناء الجملة : أن العدد المحدود من الكلمات في كل لغة هو المادة التي تمكننا من خلق وتركيب عدد لامحدود من الجمل ولكن ذلك لا يتم عشوائيا ودون ضوابط وإنما تحكمه مجموعة من القوانين تسمى القواعد النحوية .الجانب الصرفي للغة morphology :إن الكلمة في أي لغة تتكون من مقطع أو مقاطع صوتية والمقطع الصوتي عبارة عن تركيبة من الأصوات اللغوية الساكنة والمتحركة . فمثلا صوت (ب) ساكن فإذا نطق مفتوحا (بَ) فانه يمثل صوتيا (ba) وهذا مقطع صوتي مكون من ساكن ومتحرك فإذا أضفنا متحركا أخر (baa) كان النطق (با) وإذا أضفنا ساكناً أخر (baab) تكونت كلمة (باب) وهي كلها من مقطع واحد مكون من أربعة أصوات (cvvc) (ساكن متحرك متحرك ساكن )الجانب الصوتي (الفونولوجي) للغة (phonology) :الفرق بين الصوت اللغوي والحرف : إن الحرف يكتب ويقرأ بينما الصوت ينطق ويسمع لأنه عندما نقول (ب) فإننا نعني بذلك صوت الباء وليس حرف الباء فكما ذكرنا في الجانب الصرفي فان صوت الباء هو صوت واحد بينما حرف الباء مقطع صوتي من صوتين ب + فتحة .وتنقسم أصوات اللغة إلى:أصوات متحركة vowels وتعرف بالصوامت .أصوات ساكنة consonants وتعرف بالصوامت .الأصوات المتحركة :أهم ما يميز الحركات هو انه عند النطق بها لا يحدث إعاقة للهواء في الفم ولكن تختلف الحركات بمستوى ارتفاع اللسان أو تقدمه داخل الفم أو استدارة الشفاه .الأصوات الساكنة :يتم تصنيفها وفقا لثلاث محاور رئيسية هي :مخرج الصوت.طريقة خروج الصوت :‎ انفجاري ‎ احتكاكي الجهر والهمس : ‎ إما أن يكون الصوت مجهورا حيث تهتز الحبال الصوتية عند النطق به مثل (ب , ج , ز,ع(‎ أو أن يكون مهموسا حيث لا تهتز الحبال الصوتية عند النطق به مثل (ت, ك, س, ح(حنجري حلقي لهوي حنكي / لين حنكي/صلب لثوي / حنكي لثوي سني / لثوي سني شفوي / سني شفوي ء ق جك د,ضت,ط ب مجهورغير مجهور وقف.عح غخ ش زس,ص ذ,ظ ث ف مجهورغير مجهور احتكاك.ج مجهور وقف احتكاك.ر مجهور تكراري.ل مجهور جانبي.ن م مجهور انفي.ي و مجهور نصف صائت.جدول مخارج الأصوات الساكنة .الجانب فوق القطعي للغة :هو الجانب غير المرئي من اللغة بحيث لا يمكن تمثيله بالكتابة العادية ويلعب دورا كبيرا في تحديد المعنى ويتمثل في :التنغيم , النبر , حدة الصوت .الجانب النفسي للغة :إن المتكلم هو إنسان له سماته الشخصية التي يترتب عليها فهم الآخرين له كما إن الحالة النفسية والعصبية لأي إنسان تنعكس على انفعالاته وسلوكياته ومنها السلوك اللغوي . لا نستطيع أن نحلل وان نفهم لغة شخص ما دون النظر إلى سماته الشخصية ( تعابير وجهه وحركات اطرافة ) وحالته النفسية والعصبية .الجانب الاجتماعي للغة :إن الوظيفة الأساسية للغة هي تواصل الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه فالمجتمع هو الذي يعطي اللغة الصورة التي تظهر عليها ويصبغها بألوان متعددة . كيف نكتسب اللغة:اكتساب اللغة عادة يتم على مدار الخمس السنوات الأولى من عمر الطفل فالاستجابة اللغوية تبدأ مبكرة جدا حيث أثبتت الدراسات الحديثة أن الجنين في بطن أمه يبدي استجابة لبعض الأصوات وبخاصة صوت الأم وعندما يولد الطفل تولد معه القدرة على النطق و فهم الكلام ولكنه يعتمد في الشهور الأولى على السمع ثم تتطور القدرة على النطق واستخدام اللغة ويوضح الجدول التالي العلاقة بين العمر الزمني والنمو الحركي والنمو اللغوي :مراحل النمو اللغوي النمو الحركييبتسم للحديث ويصدر صوت القرقرة يرفع رأسه عند النوم على بطنه 12 أسبوعيلتفت نحو من يتكلم يلعب بلعبته إذا امسكها 16اسبوعيصدر أصوات مشابهة لحروف الهجاء يجلس مع مسند 20اسبوعمناغاة تشبه المقاطع اللغوية يمد يده ليأخذ شيئا 6 شهوريردد بعض المقاطع اللغوية يقف مستندا أو يلتقط شيئا بإبهامه وسبابته 8 شهوريميز بعض كلمات الكبار يزحف ويمشي مستندا يمينا ويسارا 10 شهوريفهم بعض الكلمات ويقول بابا , ماما يمشي بمساعده ويجلس بمفرده 12 شهوريقول من 3 إلى 5 كلمات منفردة يصعد السلم زاحفا 18 شهرينطق كلمتين يجري ويصعد السلم دون زحف 24 شهرجملة تحتوي على 3 كلمات أو خمسة مع زيادة في المفردات اللغوية يقف على رجل واحده لمدة ثانيتين ويمشي على أطراف الأصابع 30 شهر نطق واضح حوالي ألف كلمة يستطيع أن يركب دراجة ذات ثلاث عجلات 3 سنواتلغة واضحة ينط الحبل 4 سنواتتجدر الإشارة إلى أن هناك فروق فردية وان الأطفال يتفاوتون في تطورهم اللغوي وقد يتأخر البعض عما هو موضح بالجدول ثم يستأنف تطوره اللغوي بشكل طبيعي أما إذا تأخر كثير فلابد من عرضه على المختصين للبحث في أسباب المشكلة وعلاجها .مشكلات التخاطب وعلاجها :المشكلات الرئيسية : تنقسم مشكلات التخاطب إلى ثلاث مشكلات رئيسية هي : مشكلات اللغة مشكلات النطق والكلام مشكلات الصوتأولا مشكلات اللغة :أسباب التأخر اللغوي :نقص القدرة السمعية : يجب التأكد أولا من القدرة السمعية للطفل وحيث أن السمع هو أول خطوات تعلم اللغة واكتسابها فإذا كان ضعف السمع هو السبب فيمكن التغلب علية بواسطة سماعات الأذن أو زراعة القوقعة لبعض الحالات التي تعاني من ضعف شديد نقص القدرة العقلية : كلما زاد التأخر العقلي زاد التأخر اللغوي وقلت فرص تدريب الطفل وتنمية مهاراته اللغوية .أسباب بيئية (اجتماعية - نفسية) : من ضمنها المبالغة في تدليل الطفل أو القسوة علية , المشاحنات المستمرة بين الأبوين , تمييز أحد الاخوة عن الأخر.العلاج :‎ التأكد من القدرة السمعية والعقلية للطفل ‎ عرض الطفل على أخصائي التخاطب لتحديد سبب التأخر اللغوي ووضع برنامج لعلاج هذه المشكلة .‎ التأكيد على دور الأهل في التغلب على الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة ودورهم في تنفيذ البرنامج العلاجي .الحبسة : تتأثر بعض مراكز اللغة في الدماغ نتيجة التعرض للحوادث أو انسداد في شرايين الدماغ مما يؤدي إلى ما يعرف بالحبسة aphasia , وهي عدة أنواع أهمها :‎ الحبسة التعبيرية.‎ الحبسة الاستقبالية.‎ الحبسة الشاملة.‎ الحبسة التوصلية ثانيا مشكلات النطق والكلام :التأتأة أو اللجلجة :هي عدم الطلاقة وتعتبر طبيعية من عمر 2 إلى 5 سنوات بعد ذلك تحتاج لبرنامج علاجي .أشكالها :‎ تكرار الحرف أو الكلمة عدة مرات.‎ التوقف المفاجئ والطويل أحيانا قبل نطق الحرف أو الكلمة.‎ إطالة النطق بالحرف قبل نطق الذي يليه .الأسباب:في الغالب تعود لمرحلة الطفولة المبكرة حيث يتأثر الطفل سلبا بأحد الأسباب التالية : القسوة في المعاملة , الخوف الشديد من شخص أو أي شيء آخر , التهكم والسخرية من لغته الطفوليه , فقد شخص عزيز عليه خاصة الأم .هنالك نظريات ترجعه للدماغ آو الجهاز العصبي أو اضطراب الوظيفة العصبية - العضلية.العلاج :يعتمد على الفهم الدقيق والجيد للأسباب ولطبيعة الشخص المصاب والظروف المحيطة وفي الغالب يحتاج الشخص لعلاج نفسي إلى جانب العلاج الكلامي .عسر الكلام :بعض الحالات مثل الشلل الدماغي يكون لديهم القدرة على الفهم والتعبير ولكن نتيجة لاضطراب في الجهاز العصبي الطرفي يجد الشخص المصاب صعوبة قي تحريك أعضاء النطق للقيام بوظيفتها .العلاج :لعلاج مثل هذه الحالات يحتاج المصاب إلى التدريب المستمر للعضو أو الأعضاء التي يصعب تحريكها .قد يتطلب الأمر تدخلا من أخصائي التنفس أو أخصائي العلاج الطبيعي وبعض الحالات يصعب الوصول إلى نتيجة مرضية بل قد يستحيل تدريب المريض على التواصل مع الآخرين بالكلام فنلجأ إلى وسائل التواصل البديلة.ثالثا مشكلات الصوت :‎ مشكلات حدة الصوت : إن زادت أو قلت حدة الصوت عن المعدل الطبيعي لها فان ذلك يعتبر مشكلة لابد من علاجها .و وحدة قياسه الهرتز. Hz‎ مشكلات شدة الصوت : إن قلت شدة الصوت اصبح غير مسموع وان زادت اصبح مزعجا مما يتطلب تدخل علاجي لذلك ووحدة قياسه الديسبل .dB‎ مشكلات نوعية الصوت : نعني طبيعة الصوت فان كان هناك ما يعيق اهتزاز الحبلين الصوتيين كانت النتيجة ما يعرف بالبحة , وتتغير طبيعة الصوت أيضا تبعا لطريقة خروج الهواء وتكبيرة داخل التجويف الفمي والتجويف الأنفي مما يؤدي أحيانا إلى ما يعرف بالخنف بنوعيه المفتوح والمغلق .مشكلات الصوت قد تكون عضوية أو نفسية أو وظيفية وهذا يحدد طريقة العلاج .وسائل التواصل المساعدة:بعض الأشخاص لا تفلح معهم الجهود التدريبية للنطق فلابد لهم من الاستعانة بوسائل أخرى بما لديهم من قدرات أيا كانت للوصول إلى الهدف وهو التواصل مع الآخرين , وهذه القدرات قد تكون إشارات اليد , تعبيرات وإيماءات الوجه , الأصوات التي تقوم مقام الكلمات .الحالات التي نلجأ فيها لوسائل التواصل المساعدة :عسر الكلام .أبرا كسيا ( عدم التحكم بإنتاج الكلام بشكل إرادي نتيجة عدم القدرة على التنسيق بين الجهاز العصبي والعضلي .)افيزيافقدان الكلام التام. استئصال اللسان كما في حالات السرطان .أمراض الصوت.التأخر العقلي .التوحد الصمم أو العمى والصمم .الإجراءات المتبعة مع الحالات السابقة :تحديد نوع الوسيلة ثم تأمين الأدوات المستخدمة إذا تطلب الأمر , القيام بتدريب المريض على استخدامها , المتابعة المستمرة .للوصول لتقييم موضوعي وإيجابي لابد من الإجابة على الأسئلة التالية :ما هو سبب المشكلة وهل هو دائم أم مؤقت ؟ما مدى ( تطور الحالة عصبيا ) تأثيرها على عضلات الوجه والجسم والأطراف والرقبه ؟ما مدى تأثيرها على الوظائف الحسية والادراكية ؟ما مدى تأثيرها على الناحية النفسية ؟كيف يتواصل الشخص في الوقت الحالي ؟ما هي حاجة الشخص التواصلية ؟ما هي حالة اللغة الداخلية والاستقبالية والإرسالية لدى الشخص ؟تحديد نوع الوسيلة المناسبة :يجب أولا تقييم الأداء الحركي ( الأطراف الأربعة , الجذع , الوجه الرقبه ) , الوظائف الحسية , الوظائف الادراكية .إن الدقة في التقييم تمنع حدوث إحباط للمريض بسبب محاولة تعليمه استخدام إحدى الوسائل وفشله في ذلك نتيجة قصور في إحدى الوظائف أو اكثر .أساليب التواصل المساعدة :‎ الإشارة مثل إشارات الصم باليد أو الوجه أو العينين .‎ رموز أو أدوات أو أجهزة بسيطة .‎ أجهزة إلكترونية معقدة
تعد الاستراتيجية التعليمية المعروفة بالطريقة الملفوظة التي تؤكد على المظاهر اللفظية في البيئة ، وتتخذ من الكلام وقراءة الشفاه المسالك الأساسية لعملية التواصل0 وتلقى هذه المسالك تعضيداً ومساندة من خلال تنمية مهارات القراءة والكتابة ، وتنمية الجزء المتبقي من السمع من خلال المعينات السمعية والتدريب السمعي 0 إن العدد الكبير من المربين ممن يؤيدون هذا الاتجاه يلخصون فلسفتهم ويعبرون عن أهدافهم في العبارة التالية التي قالها " ميلر " : إننا نعتقد في وجوب إتاحة كل الفرص الممكنة أمام كل طفل معوق لتنمية هذه القدرة بمساعدة المنزل والمدرسة والمجتمع حتى يستطيع أن يحتل مكانه الصحيح في العالم الذي يعيش فيه ( ميلر 1970 ) 0 تجدر الإشارة الى أنه في كثير من النظم التعليمية في الدول المختلفة يبدأ تعليم الطفل الأصم بشكل تقليدي في فصول تعتمد على أساليب التواصل الملفوظ ، وبعد ئذ يسمح للطفل باستخدام الأساليب اليدوية 0 ربما يبدأ تدريب الأطفال على الطرق الملفوظة للتواصل بمجرد التعرف عل حالات فقدان السمع 0 قد يبدأ البرنامج بصفة مبدئية في المنزل ، ولكن بمجرد أن يبلغ الطفل السنتين من العمر يستطيع أن يلتحق بالمدرسة جزءاً من اليوم على الأقل0يرى المؤيدون لأساليب التواصل الملفوظ أن هذا النظام ينطوي على مجموعة من المزايا 0 يعتقد هؤلاء بأن كثيراً من التلاميذ الصم يتعلمون من خلال هذا الأسلوب ليس فقط الكلام الواضح ، بل يستطيعون أيضاً عن طريق قراءة الشفاة إقامة جسور من التواصل مع بقية أفراد المجتمع 0 بمعنى آخر ، فإن أساليب التواصل الملفوظ تساعد الشخص الأصم على الدخول في عالم الأشخاص العاديين ، في حين أن لغة الإشارة تقيد مجال تواصل هذا الشخص وتجعله قاصراً على الأفراد الذين يتقنون هذا الشكل المتخصص من أشكال التعبير0 من ناحية أخرى ، يوجد بين المربين في مجال المعوقين سمعياً من يرون أن من الأمور بالغة الصعوبة بالنسبة للأطفال الصم بدرجة حادة إصدار الكلام 0 نظراً لأن هؤلاء الأطفال لا يسمعون الآخرين وهم ينطقون بالكلام ، فإنهم لا يستطيعون ضبط محاولاتهم الصوتية الذاتية لتقليد الكلام الصادر عن الآخرين 0 كذلك يرى هؤلاء المربون أن قراءة الشفاة هي افضل الأحوال نوع من التخمين نظراً لأن عدداً كبيراً من الكلمات في اللغة تشبه بعضها بعضاً عند النطق بها 0 إن النجاح في قراءة الشفاة يفترض مقدماً وجود اساس لغوي مناسب ، ومعرفة بقواعد اللغة ن وثروة لفظية واسعة 0 لقد أظهرت الدراسات أن أفضل القارئين عن طريق الشفاة عندما يوجدون في مواقف ثنائية 0 حوار بين الشخص الأصم والشخص العادي وجهاً لوجه ) يفهمون ما بين 26 % الى 36 % مما يقال ، وأن عدداً كبيراً من الصم لا يفهمون اكثر من 5 % من الكلام ( منديل ، فيرنون 1971 ) 0 إن الصم جميعاً ، والأشخاص العاديين في السمع أيضاً ، ليست لديهم مواهب لقراءة الشفاة ، ويجد البعض أن هذه الطريقة غير فعالة على الإطلاق ومحبطة كوسيلة للتواصل المتبادل 0 ولكي يدرك القارىء مدى الصعوبة في هذه الطريقة يكفي أن يوقف الصوت الصادر من جهاز التلفزيون الذي أمامه ويحاول أن يخمن حول الكلام الصادر عنه0 نظراً للمشكلات والصعوبات السابقة بدأ في السنوات الأخيرة استخدام مدخل جديد يتضمن تجميعاً من الإشارات اليدوية وقراءة الشفاة وأطلق عليه 0 أثبتت هذه الطريقة فعاليتها الى حد كبير في تحسين القدرة على إصدار الألفاظ عند الأطفال الصم0 واضح أن هذه الطريقة ليست ملفوظة تماماً ، ذلك لأنها تستخدم الإشارات جنباً الى جنب مع محاولة إخراج الألفاظ 0 إلا أن النتيجة النهائية للتدريب على هذه الطريقة هي تحسين القدرة على قراءة الشفاه ، وفي نفس الوقت تحسين المهارات الأساسية في القراءة والتواصل 0 تتكون طريقة بصفة أساسية من ثمانية أشكال باليد تستخدم في أربعة أوضاع مختلفة بالقرب من الشفاة0 تستخدم الأشكال اليدوية والأوضاع المختلفة للتمييز – من خلال الإبصار – بين الأصوات المختلفة في اللغة التي تتشابه في مظهرها على الشفاة 0 وقد وجد أن الأطفال الذين يتعلمون بهذه الطريقة يحققون نجاحاً في الفصول الدراسية العادية 0 وقد لوحظ تحسن مهارات هؤلاء الأطفال الأكاديمية وبصفة خاصة في القراءة ، كما تحسن تحصيلهم الدراسي بوجه عام ، ونمت قدراتهم على المشاركة في أنشطة الفصل الدراسي والمناقشات التي تدور فيه0 اساليب التواصل اليدوي :يشير التواصل اليدوي من وجهة النظر العلمية الى استخدام لغة الاشارة :وهي نظام من الرموز اليدوية الخاصة تمثل بعض الكلمات والمفاهيم أو الأفكار المعينة 0 تعتبره لغة الإشارة وسيلة للتواصل تعتمد اعتماداً كبيراً على الإبصار 0 في هذه الطريقة- على عكس طريقة قراءة الشفاة – فإن عدداً قليلاً للغاية من الإشارات الخاصة بكلمات مختلفة تبدوان متشابهتين على الشفاة ، تختلفان اختلافاً كبيراً ن تماماً كما تختلف الصور الذهنية التي نكونها عندما نرى الكلمتين في الطباعة العادية0 تعتبر لغة الإشارة ملائمة بصفة خاصة للأطفال صغار السن حيث يكون من السهل عليهم رؤيتها ن كما أن الطريقة لا تتطلب تنسيقاً عضلياً دقيقاً لتنفيذها 0 يستطيع الأطفال الصم صغار السن التقاط الإشارات بسهولة ، كما أنهم يستخدمونها استخداماً جيداً في التعبير عن أنفسهم 0 عندما يكون فقدان السمع من النوع الحاد لدرجة أن الطفل لا يستطيع فهم الكلام الذي يدور في حوار أمامه حتى مع استخدام المعينات السمعية ، فإن على الطفل أن يجد طرقاً أخرى للتواصل الفعال 0 على مدى التاريخ ، أوجد الأشخاص المصابون بإصابات حادة في السمع لأنفسهم شكلاً أو آخر من أشكال التواصل اليدوي0 مما يعطي تعضيداً ومساندة للتواصل اليدوي ما عرف بطريقة هجاء الأصابع 0 يكون هجاء الأصابع مفيداً عندما لا توجد إشارة خاصة لكلمة معينة ، أو عندما يكون الشخص الذي يعطي الإشارات يجهل إشارة معينة 0 على أي حال ، فإن القدر من هجاء الأصابع الذي يستخدم في عملية التواصل مسألة فردية وتتوقف على الشخص نفسه 0لا تختلف الفروق في مهارات هجاء الأصابع عن الفروق التي نلاحظها في الكتابة اليدوية بين الأفراد المختلفين 0 فبعض أشكال الكتابة اليدوية تسهل قراءته ، في حين أن البعض الآخر يقرأ بصعوبة 0 كذلك الحال في هجاء الأصابع ، فإن بعض الأطفال يتقنون هذه الطريقة ، في حين أن البعض الآخر يخطىء فيها كثيراً 0إن تهيؤ الطفل لاكتساب مهارات تواصلية معينة يختلف باختلاف المرحلة النمائية لهذا الطفل ، كذلك الحال بالنسبة للقدرة على فهم هجاء الأصابع واستخدامه استخداماً صحيحاً 0 لقد أظهرت الممارسة العملية أن الأطفال الصم الذين يعرضون للغة الاشارة وهجاء الأصابع منذ ميلادهم يكتسبون فعالية في هذه المهارة ، ربما أسهل مما يتعلم الطفل العادي القراءة عادة0 قد يكون السبب في ذلك هو أن هؤلاء الأطفال يتعرضون لهذه الطريقة في وقت مبكر للغاية ، كما أنهم يتعرضون لها بصفة دائمة( كويجلي 1969 ) 0 أساليب التواصل الكلي :استخدم مصطلح التواصل الكلي لأول مرة بواسطة مدرسة ماريلاند للصم عام 1969 0 كان استخدام هذه الطريقة بمثابة محاولة لإنهاء الجدول الذي استمر منذ أن بدأ تعليم الأطفال الصم قبل حوالي مائتي عام 0 لعل تعريف هذه الاستراتيجية التعليمية والأسس المنطقية التي تقوم عليها تتضح اكثر ما تكون مما كتبه عنها دنتون عام 1970 إذ يقول ك لقد أدرك الكثيرون منذ أمد بعيد أن على مدارس الصم أن توجد طرقاً وأساليب اكثر فعالية لتنمية مهارات التواصل وتطويرها ، وتعليم اللغة للأطفال الصم صغار السن 0 وقد أدرك الكثيرون أيضاً ، وقبلوا كحقيقة واقعة ، أن مستوى التحصيل الأكاديمي لدى معظم التلاميذ الصم منخفض الى حد لا يمكن قبوله 0 إن إدراك وجود هذه المشكلات يعتبر سبباً كافياً من أجل البحث عن تحول أساسي في الممارسات التعليمية في مدارس الصم 0يقصد بالتواصل الكلي حق كل طفل أصم في أن يتعلم استخدام جميع الأشكال الممكنة للتواصل حتى تتاح له الفرصة الكاملة لتنمية مهارة اللغة في سن مبكرة بقدر المستطاع 0 مثل هذا العمل يتضمن إدخال نظام ثابت للرموز المستقبلة – التعبيرية 0 في سنوات ما قبل المدرسة فيما بين سن سنة وخمس سنوات 0 يشتمل أسلوب التواصل الكلي على الصورة الكاملة للأنماط اللغوية : الحركات التعبيرية التي يقوم بها الطفل مع نفسه ، ولغة الإشارة ، والكلام ، وقراءة الشفاة ، وهجاء الأصابع ، والقراءة والكتابة 0 كذلك فإنه في ظل أسلوب التواصل الكلي تكون أمام كل طفل أصم الفرصة لتطوير أي جزء تبقي لديه من السمع من خلال المعينات السمعية بمختلف أنواعها0 يبدأ التواصل بين الطفل والوالدين منذ ميلاد الطفل ن بدءاً من الحركات البدائية الفجة ووصولاً الى الأشكال المتطورة من التواصل 0 بطبيعة الحال ، ليس مطلوباً من الأب أن يصبح معلماً ن لكن مع ذلك لابد من تشجيع الوالدين على التواصل مع الطفل الأصم من خلال الخبرات اليومية العادية باستخدام الوسائل التي تكون مفهومة من الطرفين 0 بمثل هذه الطريقة ينمو التواصل من خلال أشكال إيجابية من التفاعل الانساني0 إن الاستخدام المبكر والمستمر لنظام التواصل الكلي يساعد على النمو العقلي بما يترتب على ذلك من تحصيلي أكاديمي 0 إن مفتاح النجاح في التحصيل الأكاديمي يكمن في مهارات القراءة والاستيعاب 0 ولكي نفهم جيداً العلاقة بين نظام التواصل الكلي ومهارات القراءة ن علينا أن نتتبع الخطوات المتضمنة بطريقة عكسية مبتدئين من استيعاب المادة المقروءة 0 يبنى استيعاب المادة المقروءة وينمو على أساس من الخبرات اللغوية الواسعة والخبرات اللغوية تتجمع وتتراكم من خلال التواصل 0 والتواصل يبني وينمو على أساس من التفاعل الإنساني 0 لذلك فإن التفاعل الإنساني المفيد والمثمر يجب ألا يؤجل بطريقة عشوائية ، كذلك يجب عدم خرق التتابع الطبيعي في العملية النمائية للتواصل على أسس عشوائية 0 هذا، ويمكن تلخيص التتابع الطبيعي في تطور عملية التواصل على النحو التالي :1-تعتبر الإشارات أسهل السبل لتمكين الطفل الصغير المصاب بالصمم الولادي من التواصل بالمعنى الحقيقي للكلمة ، أي أن يكون الطفل قادراً على التعبير على رائه وأفكاره الذاتية 0 عندما يحدث ذلك نستطيع أن نلاحظ تغييرات إيجابية في السلوك ، وتحسناً في العلاقات الشخصية المتبادلة 0 في هذه الحالة يشارك الطفل الصم في مواقف الحياة الأسرية كعضو كامل0 2- تساعد الإشارات على تدعيم قراءة الشفاة والسمع عندما يقوم الشخص الراشد ( معلماً كان أم أباً ) بإصدار الاشارات والتحدث في وقت واحد ، وعندما يستخدم الطفل الأدوات المكبرة للصوت الملائمة لحاجاته الخاصة0 بالنسبة للأطفال الذين لا يستفيدون من أجهزة تكبير الصوت ( علماً بأن عددهم قليل للغاية ) ، فإن الإشارات تدعم قراءة الشفاة 0 يجب أن يطور الكلام بالنسبة لمثل هذا الطفل بالكامل على أساس من الاحساسات الجلدية – العضلية على أن النمو اللغوي لا يكون مقيداً بتقدم الطفل في الكلام 0 يبدو أن بناء تركيباً يحدث عند ممارسة الكلام والإشارات في وقت واحد 0 هذه هي عادة الطريقة التي يتعلم بواسطتها الشخص العادي أن يربط الإشارات بالكلام 0 إن التجميع الذي يضم الكلام والإشارات يوفر نمطاً تركيبياً يقوم الطفل الأصم بتقليده سواء من الناحية البصرية أو السمعية 0 عندما يستخدم الشخص الراشد الأصم الكلام مع الإشارة ، فإنه بذلك ينظم بطريقة شعورية إشاراته بطريقة تركيبية 0 وبالتالي يحسن الصم من مهاراتهم الملفوظة ، كما يحسن الأشخاص العاديون من مهاراتهم اليدوية 0 والنتيجة النهائية – بطبيعة الحال – مهارة افضل في التواصل بين الطرفين0 3- إن القدرة على السمع تدعم المهارات السمعية الملفوظة ( الكلام وقراءة الشفاه ) بالنسبة لعدد كبير من الأطفال الصم عندما تكون الأدوات المعينة من النوع الذي يسهل السمع 0 يتوقف النجاح في هذا المجال على التغذية المرتدة السمعية ، أو على قدرة الطفل على أن يسمع الكلام الصادر منه وأيضاً أن يسمع كلام الأشخاص الآخرين 0 4- أن هجاء الأصابع يدعم القراءة والكتابة 0 يتطلب هجاء الأصابع تقريباً نفس المستوى من النضج ومن الخبرات اللغوية الذي تتطلبه القراءة والكتابة 0 إن أحداً لا يستطيع أن يعتبر الأمر عملياً ومقبولاً أن يبدأ الطفل الصم في سن ما قبل المدرسة بهجاء الأصابع ، تماماً كما أنه ليس عملياً أو مقبولاً أن نبدأ النمو اللغوي عند الطفل العادي في سن ما قبل المدرسة بعمليات القراءة والكتابة0 تستخدم إستراتيجية التواصل الكلي في الوقت الحاضر على نطاق واسع وتبنت كثير من المدارس – للصم هذه الاستراتيجية منذ ذلك الوقت لتنمية أساس لغوي متين أثناء السنوات التكوينية المبكرة من حياة الطفل ، ولتحسين فعالية برامج التدريب 0 تعتبر استراتيجية التواصل الكلي فعالة ومؤثرة مع الأطفال الصم بدرجة حادة ن ومع الأطفال الذين لا يملكون درجة كافية من السمع تمكنهم من الاستفادة من الأساليب التعليمية التي تعتمد على التواصل الملفوظ 0 لكن بالنسبة للأطفال الذين تبقت لديهم درجة كافية من السمع ، أو الأطفال المصابين بدرجة من فقدان السمع تتراوح ما بين خفيفة الى معتدلة ، فإن الاستراتيجية التي تقوم على أساليب التواصل الملفوظ تعتبر فعالة ومؤثرة الى أبعد الحدود0 تعريف إضطراب التواصل:تعريف التواصل :أنه طريقة أو أسلوب لتبادل المعلومات بين الأفراد 0 إن المعلومات يمكن إرسالها ، كما يمكن استقبالها بطرق عديدة تتراوح من الكلمة المنطوقة أو المكتوبة ، الى ابتسامة الصداقة والمودة ، الى حركات اليدين ، الى تعبيرات الوجه ، وما الى ذلك 0يتضمن نظام التواصل الشفوي كلا من المخاطبة والاستماع ، كما يتضمن اللغة والكلام 0 على الرغم من أن البعض يستخدمون مصطلحي الكلام واللغة بشكل متبادل ، فإن الأخصائيين المهنيين العاملين في حقل إضطرابات التواصل يميزون تمييزاً واضحاً بين هذين المصطلحين0تعرف اللغة بأنها نظام من الرموز يتسم بالتحكم والانتظام والتمسك بالقواعد ، مع وجود قواعد لتجميع هذه الرموز 0 الهدف من اللغة هو تواصل الأفكار والمشاعر بين الأفراد 0 يرى " بانجس " ( 1968 ) أن اللغة – بوجه عام – تتكون من لغوية أربعة هي : 1- نظام دلالات الألفاظ ن وهو الذي يتعلق بمعاني الكلمات والمجموعات من الكلمات02- النظام التركيبي ( البنائي ) ، ويتعلق بالترتيب المنتظم للكلمات في مقاطع أو جمل 0 3- النظام المورفولجى ( الصرفي ) ، ويتعلق بالتغيرات التي تدخل على مصادر الكلمات لتحديد أشياء كالزمن أو العدد أو الموضع 00الخ0 4- النظام الصوتي ، وهو يتعلق بالأصوات الخاصة بالاستخدام اللغوي0 يتضمن الأداء الوظيفي اللغوي في شكله العادي جانبين :الجانب الأول ، هو قدرة الفرد على فهم واستيعاب التواصل المنطوق من جانب الآخرين ، أما الجانب الثاني فيتمثل في قدرة الفرد على التعبير عن نفسه بطريقة مفهومه وفعالة في تواصله مع الآخرين0 من الناحية الأخرى ، يعرف الكلام على أنه " الفعل الحركي أو العملية التي يتم من خلالها استقبال الرموز الصوتية وإصدار هذه الرموز " ( بانجس 1968 ص 13 ) 0 هذا يعني أن الكلام عبارة عن الإدراك الصوتي للغة والتعبير من خلالها أو إصدارها 0 ونظراً لأن الكلام هو فعل حركي فإنه يتضمن التنسيق بين أربع عمليات رئيسية هي :1- التنفس أي العملية التي تؤدي الى توفير التيار الهوائي اللازم للنطق 02- إخراج الأصوات أي إخراج الصوت بواسطة الحنجرة والأحبال الصوتية0 3- رنين الصوت ، أي استجابة التذبذب في سقف الحلق المليء بالهواء ، وحركة الثنيات الصوتية مما يؤدي الى تغيير نوع الموجة الصوتية 04- نطق الحروف وتشكيلها ن أي استخدام الشفاه واللسان والسنان وسقف الحلق لإخراج الأصوات المحددة اللازمة للكلام ، كما هو الحال في الحروف الساكنة والحروف المتحركة 00الخ0 يتضمن الكلام أيضاً مدخلات من خلال القنوات الحسية المختلفة كالأجهزة البصرية والسمعية واللمسية عند محاولة تعديل أو تغيير الأصوات التي يصدرها الانسان0 على أن كلا من الكلام واللغة يتأثران بالبناء والتركيب التشريحي للفرد ، والأداء الوظيفي الفسيولوجي ، والأداء العضلي – الحركي ، والقدرات المعرفية ، والنضوج ، والتوافق الاجتماعي والسيكولوجي 0 الانحرافات أو الأشكال المختلفة من الشذوذ في أي من العوامل السابقة يمكن ان ينتج عنه إضطراب – على نحو أو آخر – في التواصل قد يتضمن النطق ، أو يتضمن اللغة ، أو قد يتضمن النطق واللغة معاً 0 ميكانزم النطق :يعتبر ميكانزم النطق جزءاً من جهاز الكلام ، وأي جزء من هذا الميكانزم معرض للإصابة بنوع من الانحراف التكويني ، أو الانحراف في الأداء الوظيفي 0 كما هو واضح من الشكل التالي فإن الأعضاء الصوتية عند الإنسان تتضمن ما يلي :1- الجهاز التنفسي الذي يساعد على إنتاج الأصوات وتشكيلها وتوجيهها من خلال تجويفات متعددة لصدى الصوت02- حبلان صوتيان في الحنجرة يتذبذبان لنطق الأصوات 03- الميكانزم السمعي الذي يقوم بالتمييز بين الأصوات04- المخ والجهاز العصبي السليم05- جهاز البلع ويشمل اللسان والبلعوم0 6- الجهاز الفمي ويشمل اللسان والشفاة والأسنان وسقف الحلق الصلب والسقف الرخو والفك ، وهي تستخدم في تشكيل الأصوات الخارجة من الحنجرة وتعديل هذه الأصوات0من ناحية أخرى ، فإن الأداء الوظيفي الخاطيء في أي من الأجزاء السابقة قد يسبب إضطراباً في النطق 0 ففي الجهاز الفمي – على سبيل المثال – توجد أجزاء كثيرة لابد وأن تؤدي وظائفها بشكل ملائم من أجل النطق الصحيح 0 لكن يجب ألا يغيب عن أذهاننا أن كثيراً من الأشخاص الذين ربما تكون لديهم عيوب في ترتيب أو في تطابقها ، أو لديهم أسنان ناقصة ، أو تكوين شاذ في اللسان ، أو أن يكون سقف الحلق ضيق ومرتفع ، وأشكال أخرى عديدة من الأخطاء التكوينية ،إلا أنهم مع ذلك يتمتعون بأشكال صحيحة من النطق 0 حتى مع وجود هذه الانحرافات فإن عملية التكيف قد تكون ممكنة دون جهد خاص بالنسبة لعدد من الأشخاص ، في حين يكون هذا التكيف بالغ الصعوبة بالنسبة لآخرين 0 كثيراً ما توجد عيوب في النطق دون وجود أي قصور تكويني واضح 0 مثل هذه الاضطرابات ، ذات الأصل الوظيفي ، ترجع الى عوامل مختلفة من بينها الثبوت على الأشكال الطفليه من الكلام ، والمشكلات الانفعالية ، والبطء في النضوج ، وغير ذلك من العوامل 0 في بعض الحالات قد لا يستطيع أخصائي التشخيص أن يضع يده على شكل معين من سوء التوافق أو نقص الخبرة أو التخلف كأسباب لإضرابات النطق 0 كل ما يستطيع الأخصائي عمله في مثل هذه الحالات هو علاج أعراض الاضطراب بشكل مباشر0


برنامج ارشادي في خفض قلق المتلعثمين




من مقالة علمية نشرت بمجلة المعرفة شهر صفر 1428ه
د.عبدالله سافر الغامدي
تعد اللغة من أهم الخصائص التي اختص الله بها الإنسان ليفرده ويميزه عن غيره من سائر المخلوقات، وهي ظاهرة اجتماعية، ووسيلة هامة من وسائل الاتصال الإنساني. ويعتبر الكلام أحد المظاهر الخارجية للغة، والذي يصدر عن الفرد من خلال أقوال منطوقة أو مكتوبة. وهو أداة أساسية لبناء الشخصية، وأداة للاستقلال، وأداة لتوسيع دائرة التعامل مع الآخرين (غنيم وغريب،1965م). ويعدّ التلعثم من أكثر اضطرابات النطق والكلام شيوعًا، وهو عبارة عن اضطرابات أو خلل في إيقاع الكلام، يتميز بالترددات والانسدادات والإعادة والتكرير والإطالة في الأصوات والكلمات، أو في المقاطع الصوتية بصورة لاإرادية. وعادة ما يكون ذلك مصحوبًا بمجاهدة المتلعثم لإطلاق سراح لسانه، وباضطراب نشاطه الحركي وتوتره العضلي. ويبدو ذلك من خلال ارتجاف الشفتين، وارتعاش الفك ورموش العينين وجفونهما، ورفع الأكتاف وتحريك الذراعين، إضافة إلى اضطراب عملية التنفس وعدم انتظامها (إيناس عبدالفتاح، 1988م).وقد ورد في القرآن الكريم أن نبي الله موسى عليه السلام كان يعاني من صعوبة في الكلام: }ويضيق صدري ولا ينطلق لساني فأرسل إلى هارون (الشعراء:13)، }قال رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي (طه:25-28).وقد ذكر ابن سينا الطبيب العربي هذه المشكلة بشيء من التفصيل قبل ألف سنة، ووصف العلاج لها. وكان أول علاج فعلي للتلعثم في زمن الإغريق، حيث أجريت عملية كيّ اللسان، واستخدمت في فترات مختلفة أنواع من العمليات الجراحية المختلفة على اللسان. وقد بدأت العلاجات الحديثة لمشكلة التلعثم في بريطانيا من خلال جهود الخطباء في العهد الفكتوري من أمثال «جيمس ثيلويل»، وقد اعتمد العلاج حينذاك بالدرجة الأولى على العقاب البدني للمتلعثم. وفيما بعد بدأت تأثيرات النظريات من أمريكا في وصف وعلاج المشكلة (نيكسون، 2000م).ولاشك أن تعطل وظيفة الكلام كليًا أو جزئيًا؛ يعني فقدان الفرد للوسيلة التي يعبر بها عن آرائه وأفكاره ومشاعره، فتضعف قدرته على التعامل والتفاهم مع الآخرين، وينكفئ على نفسه، يجتر آلامه النفسية الدفينة، ويعاني آثار الوحدة والعزلة. ومن المتوقع أن تنعكس هذه الحالة على قدرة الطالب على التحصيل الدراسي (الريماوي، 1994م).وقد أشار «كراج» (Craig1990) إلى أن المتلعثمين لديهم مستوى عال من الخوف والقلق، ويكون الخوف والقلق في المواقف الكلامية الملحة، وينتهي بانتهاء الموقف.ويرى الباحث أن التلعثم ينتشر في الأماكن التي يكون فيها الفرد غير قادر على مسايرة ما حوله بالصورة التي ترضيه سواء كان ذلك أسريًا أو اجتماعيًا. وكلما زاد القلق والتوتر وعدم الأمان النفسي وانعدام الثقة بالنفس وفق قدرة الفرد على مواجهة المواقف المختلفة التي يتعرض لها في حياته، كان هناك تلعثم بنسبة معينة قد تزيد وقد تنقص.علاج التلعثم:نظرًا لتباين واختلاف النظريات التي تحاول شرح أسباب التلعثم فقد تباينت الأساليب المتبعة في العلاج تبعًا لاختلاف الإطار النظري الذي تعتمد عليه كل طريقة. ومن تلك الأساليب:العلاج النفسي:ومن طرقه:- العلاج عن طريق الإرشاد: وذلك بإعطاء المتلعثم مجموعة من الإرشادات تتلخص في أنه يجب عليه أن يتوقف عن التلعثم، وأنه لابد أن يتحكم في كلامه، وأن عليه أن يركز تفكيره في ذلك، إلى جانب إرشاد الوالدين إلى ضرورة إتاحة الوقت للمتلعثم ليعبر عن نفسه دون ضغط وتشجيعه على الكلام.- العلاج بالإيحاء والإقناع: وذلك بأن توجه للمتلعثم عملية الإيحاء والإقناع لتلافي الشعور بالنقص والخوف من الكلام لما قد يتعرض له من خيبة أوخجل من خلال بيئته الاجتماعية وإقناعه بأنه بريء من أيه علة تشريحية أو وظيفية تعوقه عن الكلام.- العلاج عن طريق الاسترخاء: تقوم هذه الطريقة على أساس أن التلعثم ينتج من زيادة الضغط على الجهاز العصبي للفرد، ويتم الاسترخاء بطريقة النوم إذ يعتبر إجراء وقائيًا وعلاجيًا لراحة الجهاز العصبي. وهناك طريقة العلاج بحمامات الماء الدافئ كإحدى طرق العلاج الطبيعي، حيث يتم علاج التوتر العصبي للعضلات عن طريق حمامات الماء الدافئ والمساج بغرض الوصول لاسترخاء العضلات.العلاج عن طريق صدى الصوت: ويتم باستخدام صدى الصوت، عن طريق وضع سماعات على الأذن أثناء كلام المتلعثم، وفي الوقت نفسه يسمع صوتًا آخر (أي صوت). والغرض من هذا هو عدم سماع المتلعثم لنفسه أثناء الحديث، وبالتالي لن يشعر بأحاسيس الخوف والفشل المصاحبة للتلعثم.العلاج الجراحي:في فترة من الفترات انتشر العلاج الجراحي للتلعثم، ففي بعض الأحيان يتم كيّ اللسان،أو قطع العصب المغذي له، أو قطع إحدى العضلات الخارجية له، وذلك للتقليل من توتر عضلات اللسان المصاحب للعثرات. وفي بعض الأحيان يتم استئصال اللوزتين، وتعتبر هذه الطريقة العلاجية من الوسائل البدائية التي لا أساس لها من الصحة.العلاج بالصدمات الكهربائية:وقد استخدم منذ فترة بعيدة نسبيًا، وثبت فشله تمامًا،حيث إن التلعثم لا يكون مصحوبًا بأي إصابة عضوية في عضلات الكلام، والعكس هو الصحيح. فالمتلعثم يستخدم العضلات المسؤولة عن الكلام بشدة واضحة، (العسال، 1990م)، (مشهور، 2001م)، (السعيد، 2003م).العلاج بالعقاقير الطبية:هناك محاولات عديدة لعلاج التلعثم عن طريق العقاقير الطبية كالمهدئات والفيتامينات مثل فيتامين ب6، وذكر عكاشة (1975م) أن نسبة عالية من المتلعثمين يعانون من شذوذ في رسم المخ، وأنه لا مانع في بعض الأحيان من استخدام العقاقير المضادة للصرع، وذكرت نوران العسال (1990م) أن «أرون Aron» استخدمت عقار «ترايفلو بيرازين» كمهدئ لعلاج بعض المتلعثمين، وأنها وجدت أن 80% من المتلعثمين قد تحسنوا، ولكن لم يشف أحد منهم. ومن أهم العقاقير التي استخدمت في علاج التلعثم عقار «الهالوبيريدول»، بالإضافة إلى بعض الأدوية الحاوية على مهدئات القلق والانفعالات. وأشار حمودة (1991م) إلى أن استخدام العقاقير غير علمية وغير مجدية ولها محاذيرها مثل الإدمان.العلاج الجماعي: ويستخدم على نطاق واسع في علاج المتلعثمين الصغار والكبار. ذلك أن المتلعثم في العلاج الجماعي يرى غيره ممن يعانون نفس أعراض التلعثم (من صعوبة في الكلام وارتعاش الشفاه وغيرها) فيشعر بأنه ليس الشاذ الوحيد في هذا المرض، بل إن كثيرين غيره يعانون نفس الحالة، مما يخلق جوًّا من المشاركة الوجدانية بين المتلعثمين. كما أن أي تقدم في العلاج لأحدهم يدفع بالآخرين للتنافس وازدياد الفرص الواقعية للشفاء. وقد استخدم الباحث هذا الأسلوب في تقديم جلسات البرنامج الإرشادي المقدم في هذه الدراسة.ومن وسائله: العلاج بالسيكودراما Psychodrama، حيث يستخدم التمثيل كوسيلة أدائية تجمع بين الإسقاط والتنفيس الانفعالي، وهي عبارة عن تصوير مسرحي وتعبير لفظي حر وتنفيس انفعالي تلقائي (حمودة،1992م).العلاج البيئي: ويقصد به دمج المتلعثم في نشاطات اجتماعية وجماعية تدريجيًا حتى يتدرب على الأخذ والعطاء، وتتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي وتنمو شخصيته، وينتفي لديه الخجل والانطواء والانسحاب الاجتماعي، ويتضمن العلاج البيئي الإرشاد الأسري حول الأسلوب الأمثل للتعامل، وتجنب إجبار المتلعثم على الكلام تحت ضغوط انفعالية وفي مواقف غير مناسبة ومخيفة له، كالطلب منه التحدث أثناء وجود أشخاص غرباء.العلاج الكلامي: ومن طرقه:- الاسترخاء الكلامي: ويستخدم كوسيلة لخفض التوتر ومن ثم انطلاق الكلام. وينصب هنا الاهتمام حول خفض الشعور بالاضطراب والتوتر أثناء الكلام. وإيجاد ارتباط بين الشعور بالراحة والسهولة عن طريق قراءة الأحرف والكلمات والجمل ببطء وبكل هدوء واسترخاء.- الكلام الإيقاعي: يمكن استخدام هذه الطريقة مع جهاز يسمى «المتروتوم» إذ يقوم المتلعثم بتقسيم الكلمة إلى مقاطعها، وبتطبيق كل مقطع مع دقة من دقات الجهاز، مما يؤدي إلى اختفاء العثرات أثناء الكلام.- النطق بالمضغ: وضع هذه الطريقة «فروشيز»، وهي أن يتعلم المتلعثم التكلم بطلاقة عن طريق القيام بحركات المضغ مقترنة بالكلام، ثم يقلل تدريجيًا نشاط المضغ. وفي النهاية يتخيل نفسه فقط أنه يمضغ.- الممارسة السلبية: وتقوم على تكرار الفعل غير المرغوب فيه عدة مرات، إلى حد شعور المريض بالتعب والإرهاق، حتى ينتج عن ذلك درجة عالية من القمع أو المنع كرد فعل معاكس.- التغذية السمعية المتأخرة: أوضح «وينجيت» أن استخدام تأخير التغذية السمعية المرتدة عن طريق جهاز إلكتروني يوضع في الأذن يؤدي إلى تحسين التلعثم، بسبب البطء في الكلام والإطالة في الأصوات المتحركة. - العلاج بالتظليل: وهو عبارة عن نقل ومحاكاة وتقليد لما يقوله المعالج، حيث يطلب فيه من المتلعثم أن يعيد قراءة ما تم الانتهاء من قراءته له بعد سماعه مباشرة وبفارق زمني يقدر بجزء من الثانية. ويشترط ألا يكون لدى المتلعثم فكرة مسبقة عن مضمون القطعة التي استمع إليها، وتتم القراءة بالسرعة العادية بحيث لا تتعدى كلمة أو كلمتين (على الأكثر) في الثانية.ويستخدم هذا العلاج بالاستناد إلى الافتراض الذي يؤكد أن عملية الكلام وإخراج الحروف تشتمل على دائرة مغلقة للتغذية الراجعة السمعية التي يراقب فيها المتكلم صوته ويصححه من خلالها، ويحدث التلعثم عادة عندما تتأخر عملية التغذية الراجعة فتحدث تكرارات للأصوات والمقاطع بصورة لا إرادية. وقد استخدم هذا الاسلوب بهدف التدخل في سير عملية التغذية الراجعة، وترتب على ذلك التحسن في عملية التلعثم (العسال،1990م)، (حمودة،1992م)، (مشهور،2001م).البرنامج الإرشادي المقترح:الجلسة الأولى:- إجراء التعارف بين المرشد والطلاب المعنيين.- العمل على بناء علاقة إيجابية، وتوفير جو من الألفة والطمأنينة بين الطلاب. - التعريف باضطرابات الكلام ومفهوم القلق النفسي ومظاهره.- وضع الطالب المعني تحت المجهر وذلك عن طريق:ملاحظة الطلاب لحالة الشد في العضلات، متابعة مسار الهواء، مراقبة نظر العين، تحديد الأمور التي يفكر بها، تمييز الأصوات التي تصدر عنه، معرفة الحركات غير العادية.كما يتم في هذه الجلسة التدريب على تأكيد الذات، وتقوم على أن استجابة تأكيد الذات واستجابة القلق (وهما استجابتان متضادتان) يمكن أن تكف إحداهما الأخرى، حيث يمكن لاستجابة تأكيد الذات أن تكف استجابة القلق. فاستجابة تأكيد الذات تنمي لدى الفرد الثقة والاعتماد على النفس، وتحمل المسؤولية والسيطرة على الذات وإبداء الرأي، والمناقشة بمنطق ومعقولية. وقد أكد «سالتر» أنه يمكن التخلص من حالات القلق بواسطة التدريب على تأكيد الذات، حيث يتم إعادة التركيب المعرفي لدى الفرد، وذلك بواسطة التدليل على عدم عقلانية سلوك القلق من التلعثم (الزراد،1997م).ومع تكرار تأكيد الذات يتعلم المتلعثمون أن يعبروا عن مشاعرهم بوضوح دون قلق أو خوف، ويعرض كل فرد تجربته مع التلعثم بحرية ودون خوف أو حرج، ويسمح للآخرين التعليق على ما يقوله زميلهم. والهدف من ذلك إيجاد نوع من التغذية الراجعة لدى كل فرد عن طريق الاستماع إلى غيره ورؤيته له.الجلسة الثانية:- إكساب المتلعثمين فضيلة قراءة القرآن الكريم، بعد بيان فوائد تلاوة القرآن الكريم وآثارها في هدوء النفس واطمئنان القلب وانبعاث السكينة.- تشجيعهم على الدعاء والاستغفار لما في الدعاء من آثار عظيمة في تحصيل الثواب، واطمئنان النفس، والتنفيس عن القلب، والتفرج عن الصدر، والشفاء من الكرب والهم.- بيان فضيلة الصبر على الابتلاء، واحتساب الأجر والثواب في ذلك، ويتم توضيح ذلك بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية الصحيحة.- إكسابهم المحافظة على أداء الصلاة في جماعة المسجد، وبيان فوائدها وآثارها. ومن فوائد الصلاة النفسية أنها تبعث في النفس الطمأنينة والهدوء، وتخلص الإنسان من الشعور بالضيق، وتقضي على الخوف والقلق، وتمد الإنسان بطاقة روحية هائلة تساعده على شفائه من الأمراض البدنية والنفسية (نجاتي، 1988م. 319).الجلسة الثالثة:التدريب على الكلام الطبيعي:- البداية السلسة: تنفس بهدوء ثم خذ نفسًا أعمق قليلًا وقل (ها)، وبعد خروج كمية صغيرة من الهواء ثم الانتقال التدريجي من الهواء غير المنطوق على (ها). - مد الصوت الثاني: مد الصوت الثاني من الحرف الأول من الكلمة الأولى من العبارة، حتى يستطيع تخطي التلعثم الذي يمكن أن يحدث له في بداية الكلام.- الإعياء: تخيل حالتك كمريض، المريض لا يقوم على بذل أي طاقة، فلا تبذل مجهودًا في كلامك بل الكلام الطبيعي حركات بسيطة وسهلة.- البطء: يوجهون إلى الالتزام بالبطء في كل أعمالهم الذهنية والعضلية، مما سينعكس على البطء في كلامهم بتوفيق الله تعالى.الجلسة الرابعة:- جلسة الاسترخاء وتقوم على مفهوم أن أي استرخاء جسمي يؤدي بشكل آلي إلى خفض حالة القلق والتوتر (الحجار، 1988م، ص 267).وفيها يتم تدريب المجموعة أولًا على تمارين الاسترخاء الموضعي، وحثهم على استمرار التدرب بذلك في المنزل، وهي كالتالي:1- شفط البطن إلى الخلف والاستمرار في هذا الوضع لمدة 30 ثانية، والعودة إلى الوضع الطبيعي بتكرار 4 مرات.2- شهيق عميق والاستمرار في الاحتفاظ بالشهيق لمدة 15 ثانية، وزفير بتكرار العملية 4مرات.3- إرخاء عضلات الرقبة تدريجيًا وترك الرأس ينسدل على الصدر، والاستمرار في هذا الوضع لمدة 30 ثانية، والعودة إلى الوضع الطبيعي بتكرار 4 مرات.4- الضغط على الأسنان بأقصى قوة والاستمرار في هذا الوضع لمدة 30 ثانية والعودة للوضع العادي بتكرار 4مرات.5- الضغط على الشفتين بأقصى قوة، والاستمرار في هذا الوضع لمدة 30 ثانية، والعودة للوضع العادي تكرار 4مرات.- ثم تدريب المجموعة على «الاسترخاء الشامل»، وحثهم على استمرار التدرب بذلك في المنزل عن طريق:1- إغماض العنين مع إيقاف العقل عن التفكير خارج الجسد.2- شهيق وزفير يكرر أربع مرات.3- إرخاء أعلى الرأس.4- إرخاء عضلات الوجه وذلك بإرخاء الفك الأسفل.5- إرخاء عضلات الرقبة.6- إرخاء الكتفين والذراعين إلى آخر أصابع اليدين.7- إرخاء الجذع.8- إرخاء أسفل الجسم إلى آخر أصابع الرجلين.وبعد تحقيق «الاسترخاء الشامل» يطلب من المجموعة أن يعرضوا على عقولهم موقفًا أدى بهم إلى التلعثم، أو كلمات تلعثموا فيها، على أن يحافظوا على استمرارية الاسترخاء. وإذا أحسوا بزوال القلق فعليهم أن يوقفوا عملية الاسترخاء ويعودوا للاسترخاء وهكذا.الجلسة الخامسة:جلسة التدريب التمثيلي، وتهدف إلى التخفيف من القدر الزائد من المشاعر السلبية كالإحباط المصاحب للتلعثم، وإزالة الحساسية تجاه التلعثم، وفيها يقوم الطلاب بتمثيل موقف حدث فيه التلعثم، وصاحبه شد وجهد شديد، ثم تعديله إلى لحظات سهلة وبطيئة وخالية من الجهد.كما يطلب منهم تكرار سلوك التلعثم من إعادة أو تطويل أو انحباس ودون حرج أو ارتباك حتى يتوصلوا إلى فكرة أنهم يستطيعون التحكم بهذه السلوكيات تطويلاً وتقصيرًا. وهذه الفكرة تخفف من تحسسهم تجاه هذه السلوكيات التي أصبح بإمكانهم التحكم بها.كما تقوم المجموعة بالإنشاد معًا وبصوت عال لأبيات من الشعر العربي الفصيح.الجلسة السادسة:جلسة المواجهة؛ وتهدف إلى تبسيط المشكلة، وتقليل الضغط النفسي والواقع، وتشجيعهم على التواصل مع الناس. وفيها يدرب المتلعثمون على كل المواقف التي كانوا يتجنبونها، لأن تجنب بعض المواقف مثل الاتصال بالهاتف، أو إلقاء كلمة أمام الزملاء، أو الكلام أمام الناس يزيد التوتر.- عمل ما لم يكن يفعلونه بسبب وجود التلعثم.- طرق التخلص من مواقف السخرية والإحراج ونظرات التهكم، مثلًا: لو واجهوا ردود فعل سلبية أن يبقوا هادئين.- تقليل الخوف من التلعثم وإنهاء السلوكيات الثانوية المصاحبة لمخاوفه وهي:سلوكيات الهرب، سلوكيات البدء في الكلام، سلوكيات استبدال الكلام، سلوكيات التجنب، الالتفاف حول الكلمات.المراجع للاستزادة1- أمين، سهير محمود (2000م). اللجلجة أسبابها وعلاجها.دار الفكر العربي، القاهرة.2- الجوهي، عبدالله عمر (1420ه). أثر برنامج تدريبي على التعامل مع القلق في تخفيض القلق لدى عينة من معتمدي الهروين (رسالة ماجستير).مركز الترجمة والتأليف والنشر،جامعة الملك فيصل، الأحساء.3- حمدي، محمد نزيه (1976م). فعالة الممارسة السلبية والترديد كأسلوبين سلوكيين في معالجة حالات التلعثم (رسالة دكتوراه غير منشورة). كلية التربية، الجامعة الأردنية، القاهرة.4- حمودة، صفاء غازي أحمد (1991م). فاعلية أسلوب العلاج الجماعي بالسيكودراما والممارسة السلبية لعلاج بعض حالات اللجلجة (رسالة دكتوراه غير منشورة). كلية التربية، جامعة عين شمس، القاهرة.5- رشاد، أحمد محمد (1993م). استخدام برامج متنوعة لعلاج تلعثم المراهقين (رسالة ماجستير غير منشورة). معهد الدراسات العليا للطفولة، القاهرة.6- الريماوي/ محمد عودة (1994م). برنامج علاجي جمعي للجلجة الموقفية. مجلة دراسات،المجلد (21)، العدد (4)، الجامعة الأردنية، عمّان.7- الزراد، فيصل محمد خير (1990م). اللغة واضطرابات النطق والكلام. دار المريخ، الرياض، السعودية.8- الزراد، فيصل محمد (1997م). العلاج السلوكي متعدد الأوجه. مجلة الثقافة النفسية، العدد 32، دار النهضة العربية، بيروت، ص 80-119.9- السرطاوي عبدالعزيز وأبو جودة وائل (1420ه).اضطرابات اللغة والكلام.أكاديمية التربية الخاصة، الرياض.10- السعيد، حمزة (2003م). التأتأة المظاهر والأسباب والعلاج. مجلة التربية، العدد145،الدوحة، قطر، ص (208-219).11- السكري، محمود حسنين (1987م). مشكلات الكلام في الأطفال. رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الطب، جامعة القاهرة، القاهرة.12- الشخص، عبدالعزيز (1997). اضطرابات النطق والكلام. مكتبة الصفحات الذهبية، الرياض، ط1. 13- عبدالفتاح، إيناس (1988م). دراسة نفسية في اضطرابات النطق والكلام. (رسالة دكتوراه غير منشورة). كلية الآداب، جامعة عين شمس، القاهرة.14- العسال، نوران (1990م). التلعثم (رسالة ماجستير). كلية الطب، جامعة عين شمس، القاهرة.15- علاء الدين كفافي (1999م): الإرشاد والعلاج النفسي الأسري. دار الفكر العربي، القاهرة.16- عيد، محمد إبراهيم (1995م). مستوى القلق وعلاقته بالتحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلتين الثانوية والجامعية. المؤتمر الدولي الثاني لمراكز الإرشاد النفسي، المجلد الأول، القاهرة ص204-230.17- قاسم، أنسي محمد (2000م). مقدمة في سيكولوجية اللغة. مركز الإسكندرية للكتاب، القاهرة.18- الكحكي، سحر عبدالحميد(1997م).تقييم برنامج علاجي تكاملي لعلاج التلعثم لدى عينة من الأطفال المعاقين (رسالة دكتوراه غير منشورة). كلية الآداب، جامعة عين شمس، القاهرة.19- كمال، بدرية أحمد (1985م). ظاهرة اللجلجة في ضوء بعض العوامل النفسية والاجتماعية. (رسالة دكتوراه غير منشورة). كلية البنات، جامعة عين شمس، القاهرة.20- لطفي، زينب (1980م) عيوب النطق المختلفة بجانب الاهتمام بدراسة الطفل المتلعثم (رسالة دكتوراه غير منشورة). المعهد العالي للتمريض، جامعة الإسكندرية، الإسكندرية.21- مشهور، خديجة عبدالحي (2001م). أساليب المعاملة الوالدية للأطفال المتلعثمين واقتراح برنامج علاجي إرشادي لمواجهة حالات التلعثم في مدينة جدة (رسالة دكتوراه غير منشورة)، كلية التربية للبنات، جدة، السعودية.22- مقبل، منال علي محمد (1995م). دراسة لبعض خصائص الشخصية لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب اللجلجة في الكلام. (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض.23- منصور، طلعت (1967م). دراسة تحليلية للمواقف المرتبطة باللجلجة في الكلام، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية، جامعة عين شمس القاهرة.24- نافع، جمل محمد حسن (1987م). اللجلجة وعلاقتها بسمات الشخصية ومستوى التطلع لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية (رسالة ماجستير غير منشورة). كلية التربية، جامعة عين شمس، القاهرة.25- نيكسون، جين (2000م). مساعدة الأطفال على مواجهة التلعثم. الدار العربية للعلوم، بيروت، لبنان



ميكانيكية التعلثم وأنواعه


ميكانيكية التلعثم :
يحدث التلعثم نتيجة :
أي انغلاق في مسار الهواء من الحبلين إلى الشفتين .

مثل :
انقباض الحبلين الصوتيين ، مما يؤدي إلى انغلاق الحنجرة .
انقباض جدار البلعوم ، مما يؤدي إلى انغلاق البلعوم .
ارتطام مؤخرة أو مقدمة اللسان بسقف الحلق .
انقباض الشفتين على بعضهما .

مما يؤدي إلى توقف مسار الهواء ( مادة الكلام ) الخارج من الرئتين ، فيتوقف الكلام ( Block ) ، ويرتفع ضغط الهواء مقاوما ً الانغلاق ، وبالفعل يستطيع الهواء تخطي الانغلاق ، ويخرج الهواء في شكل دفعات بقوة وعنف ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإن العضلات التي انقبضت لتسبب هذا الانغلاق هي نفسها المسئولة عن عملية الكلام ، وبما أن هذه العضلات تمر بمرحلة انقباض قوية ، فإن الكلام الذي سينتج عنها سيكون مشوها ً إلى حد كبير .
تفسير آخر :
ارتباط التلعثم بفعل "الحزق" " Valsalva Reflex " تأليف وليام بري :
يقول هذا الرجل أن التلعثم ما هو إلا عملية من الحزق يقوم بها المتلعثم كلما أقبل على الكلام ، حيث يقوم بإغلاق الحنجرة وقبض عضلات البطن فيتوقف مسار الهواء ، وهو أيضا ً تفسير مقبول .
أنواع التلعثم Alotaify Classification : ( وجهة نظر شخصية )
التلعثم من وجهة نظري العلاجية نوعان :
النوع الأول : " التلعثم المُوقِف " Blocking Stuttering :
وفيه يعاني المتلعثم من وقفات يحاول أن يتخطاها ولكنه لا يستطيع أو على الأقل يستطيع بعد مرور فترة من الصراع مع نفسه.
وهذا هو النوع الأصعب والذي يعاني أكثر من الأفعال المرتبطة والمترتبة على التلعثم.
النوع الثاني : " التلعثم غير المُوقِف" Non-Blocking Stuttering :
وفيه يعاني المتلعثم من ترددات وتكرارات لبعض المقاطع أو الكلمات ولكنه على الرغم من ذلك يسير في الكلام إلى نهايته، وعلى العكس من النوع الأول يعيش النوع الثاني حياة هادئة نسبيا ً ونادرا ً ما يلجأ للعلاج .





مشاكل تواجه المعالج بالنسبة للمتلعثم


السلبية :

وأقصد بها سلبية المريض في أداء التدريبات والمهام والمطلوبة منه ، واعتماده فقط على الدقائق التي يقضيها مع الطبيب أثناء جلسة التخاطب ، لذا فيجب أن يقتنع هذا المريض أن دور الطبيب لا يمثل إلا جزء صغير جدا ً من العلاج ، أما الدور الأكبر فيقع على عاتق المريض نفسه ، ولن يكون هناك علاج لمشكلته ما لم تتوافر لديه الدوافع القوية للعمل بنفسه على حل مشكلته.
الروتينية :

وأقصد بها روتينية الجلسات ، فما يقوله الطبيب في الجلسة الأولى يقوله في الثانية ويقوله في الثالثة وهكذا ..... ، فيشعر المريض بعدم وجود جديد ويتوقف تحسنه عند درجة معينة - هذا إن حدث تحسن أصلا ً – لذا فعلى الطبيب أن يعمل ببرنامج معين خلال فترة زمنية معينة يشعر فيها المريض بأنه في كل جلسة يخطو خطوة جديدة للأمام في طريق التخلص من التلعثم .

الاستخفاف :

وفيها ينظر المريض للطبيب على أنه لا يفهم شيئا ً ، وأن خبرته في علاج التلعثم قليلة ، ولذلك يساير المريض الطبيب – يخده على أد عقله كما يقولون – ولكنه لا ينفذ أيا ً مما يطلبه منه الطبيب ، ويستمر العلاج شهورا ً وربما سنين بدون نتيجة واضحة .

لذا فعلى الطبيب أن يقنع المريض ولو بالتمثيل عليه أن خبرته في علاج التلعثم كبيرة جدا ً ، وذلك عن طريق بعض الوسائل المساعدة كتسجيلات صوتية للأشخاص الذين تم علاجهم في العيادة ، و استخدام المسجل لتسجيل الجلسات وتقييمها ، واستخدام بعض برامج الكمبيوتر .


الارتباط :

وفيها يعيش المريض المراهق ( 12 – 18 سنه ) قصة حب واهية مع الطبيب وخاصة إن كان من جنس مختلف عنه ، ويرتبط المريض بالطبيب ارتباطا ً شديدا ً يجعل المريض لا يتخيل أنه يمكن في يوم من الأيام أن يبتدع عن الطبيب ، ولذلك يرفض عقله اللاواعي أي شيء يبعده عن الطبيب ، فيرفض الشفاء لأنه سيؤدي إلى انقطاعه عن جلسات التخاطب ، ولذلك لا يحدث أي تحسن ، وسبب هذا الارتباط أصلا ً أن المتلعثم ليس له أي أصدقاء يتحدث معهم ويبوح لهم بأسراره بكل حرية ولكنه مع الطبيب وجد الشخص الذي يتحدث معه ويبوح له بما يدور بداخله دون خوف من سخريته منه.

وللوقاية من هذه المشكلة يجب تشجيع المريض ومن أول يوم على تكوين صداقات جديدة وعلاقات عديدة بالناس دون خوف من التلعثم ، ويجب أن يقنع الطبيب المريض من أول يوم أنه أصبح هو والطبيب صديقان ولن ينهي الشفاء هذه الصداقة ولكنها سوف تستمر بعد ذلك.





مقتبس من موقع يهتم بتقديم البحوث لطلاب الدراسات العليا
باشراف
أشرف رضا حجاج

ليست هناك تعليقات: