الثلاثاء، ديسمبر 20، 2011

Photobucket

الروائي إبراهيم عبد المجيد يحكي عن الثورة المصرية والأدب


  
أكد الروائي إبراهيم عبد المجيد - في كلمته بالندوة التي عقدت بأتيليه القاهرة للحديث عن مشواره الأدبي- أن الثورة المصرية أسقطت كل النظريات الاجتماعية، وقال: إن كل النظريات الفلسفية قبل الثورة لم تستطع أن تتنبأ بما حدث فى ثورة 25 يناير. 
ونوه عبد المجيد عن أن الشعب المصري خرج للثورة للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مشددا على أن الثورة لن يستطيع أحد أن يسرقها، وأن الشعب المصري لن يعود إلى الوراء، وأن الثورة نجحت في صهر الشعب المصري في بوتقة واحدة لتحقيق حلم الحرية الذي من المستحيل أن يسرق منهم. 
وأضاف "أن الثورة المصرية جمعت كل التيارات السياسية وطبقات المجتمع، وصنعوا المدينة الفاضلة خلال فترة الثورة، لحظة اجتمع فيها كل البشر -أبناء اللحظة- بلا سؤال عن الماضي، أو أي خلفيات، ليشكلوا يوتوبيا أقصى حدودها الجسدية ثمرة تمر، وأدنى طموح لهم رحيل النظام". 
وأوضح أنه كان يشعر -أثناء الثورة- وكأنه في برزخ بين السماء والأرض، وأنه كان موجودا يوميا في الميدان، حيث تتلاحق الأحداث بشكل متواصل، ففي الصباح، تتفجر براكين حولك من هنا ومن هناك، وشعارات تتردد، وقرارات تصدر، وفى المساء، حين يخيم الهدوء، تأتي أصوات من بعيد من بعض التجمعات هنا وهناك، وآخر يحمل لوحة تعبر عن رفضه وموقفه، وأصوات أرهقها كثرة الهتاف، كان يخيل له أنه يشاهد الملائكة الذين ينتظرون النهار لطرد الشياطين عن الأرض. 
وشدد عبد المجيد على أن كل المحاولات التي تبذل حاليا لشق صف المصريين لن تنجح، وعلى الجميع أن يعي جيدا أنه لا يوجد أحد مفوض من الله لمحاسبة الناس، وأن ما يتماشى مع العقل هو ما يتماشى مع الدين، وما لا يتماشى مع العقل، لا يتماشى مع الدين. 
وأشار إلى أن التيارات الدينية الموجودة في المشهد السياسي حاليا مؤقتة، وأنه على التيارات الدينية -إذا كانت تؤمن بالفعل بالدولة المدنية- أن تكف عن مهاجمة الليبراليين وكل من لا يتوافق مع مناهجهم، وأن نجاح أي تيار سياسي -خلال المرحلة المقبلة- يتوقف على إيمانه الحقيقي بالمطالب التي خرجت من أجلها الثورة، وهي الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

الأدب عن الإنسان

وقال عبد المجيد إنه لا توجد قوانين للكتابة بعد ثورة 25 يناير، وأنه ليس من الضروري أن يكون الأدب عن الثورة، ولكن من المهم جدا -وفقا له- أن يكون عن الإنسان، لافتا إلى أن الظواهر الإنسانية ليست لها قوانين خاصة، بل تظهر قوانينها فيما بعد، على اعتبار أن التاريخ يقول ذلك، والدليل هو الأدب الذى ظهر عقب الثورة الفرنسية. 
ونوه عن أن السياسة تمثل مقبرة للأدب، لأنها تنتقص من المبدع، وأن الأديب بذاته يشكل -داخل وجدانه الفني والأدبي والحياتي- نموذجه الخاص، وقوانينه الخاصة، ونظرياته أيضا، بما يفوق إمكانيات وآفاق أي من الأحزاب السياسية. 
وأشار إلى أن أي عمل أدبي أو فني هو عمل مفارق منذ اللحظة الأولى، حتى وإن كانت كل مفرداته من الواقع القريب، إذ ليس هناك أي معنى لأن نعيد إنتاج ما يراه الناس حولهم، فهذا ما يصلح فى السياسة؛ أما في الأدب، فإننا نعيد إنتاج ما لا يفطن إليه الناس، سواء كان عاديا أو هاما.

عبد المجيد ونجيب محفوظ

وأضاف أن علاقتي بالأديب الكبير نجيب محفوظ لها عدة أوجه، وأنه كان دائما يلتقي محفوظ في منزله خلال شهر رمضان في كل عام، وقال "إننى -بسبب رواياته التي قرأتها في سن مبكرة- أحببت فن الرواية، وإن نجيب محفوظ دائم التجريب حتى آخر رمق، وهذا واجب كل الكتاب، والوجه الأخر أن نجيب كتب أحلامه، وهو ما فعلته أنا أيضا حين وجدت الشجاعة لأكتب أحلامي، ولكن الفارق أنه أكثر تنظيما، حيث أكمل مشروعه في الأحلام، أو جعلها مشروعا؛ أما أنا فمن جيل آخر أكثر توترا، لا يستقر على حال؛ ولذلك كتبت بعضها وانشغلت في موضوع آخر. 
الجدير بالذكر أن عبد المجيد من مواليد 2 ديسمبر عام 1946 بمدينة الإسكندرية، وصدر له العديد من الأعمال الأدبية، منها روايات "ليلة العشق والدم"، و"البلدة الأخرى"، و"بيت الياسمين"، و"لا أحد ينام فى الإسكندرية"، و"طيور العنبر"، و"عتبات البهجة"، فيما نشرت له 5 مجموعات قصصية، "الشجر والعصافير"، و"إغلاق النوافذ"، و"فضاءات"، و"سفن قديمة"، و"ليلة أنجيلا". 
وترجمت بعض أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وحصل على جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن رواية "البلدة الأخرى" عام 1996، وجائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب لأحسن رواية عن "لا أحد ينام فى الإسكندرية" عام 1996، وجائزة الدولة للتفوق في الآداب عام 2004، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2007.

ليست هناك تعليقات: