الخميس، ديسمبر 22، 2011

قبر حاتم الطائى ــ خطبة بنته سفانة فى الاسر نثر من كلام العرب



الصور عرضها أحد الكتّاب في إحدى المنتديات الأجنبية.. (ولكني رأيتها على موقع عربي)
وهو يصور زيارته لقبر وقصر حاتم الطائي رمز الكرم العربي!!
وهذه الصورة تحمل في طياتها اسراراً كبيره عن إهتمام
الجاليات الأجنبيه لهذا القصر والقبر ...


اولاً خريطه عن مكان تواجد القبر في منطقة حائل

وهي تقريبا منطقة توارن وهي داخل الدائره السوداء



وهذا جبل أجا



الصورة التالية هي للمدخل الوحيد والضيّق لبلدة توارن
وماتبقى من قصر حاتم الطائي هو في بطن هذا المدخل






صوره اكثر قرباً لـ قصر حاتم الطائي والذي لم يتبقى منه سوا مانراه




صورة لـ قبر حاتم الطائي... (ملاحظين طول القبر؟؟؟)



هذا القبر بجانب قبر حاتم الطائي وهو ينسب إلى شمر بن زهير الطائي
( جد قبيلة شمر ) وهو جاهلي.. ( ولاحظوا طول القبر أيضا) يمكن لهذا السبب أحفادهم إلى اليوم يمتازون بالطول في أغلبيتهم!!!! 



حاتم الطائى وبنته سفانة
خطبة سفّانة بنت حاتم الطائي نص نثري من كلام العرب



هذا النص الثالث من النصوص التي تعرفنا بالأدب العربي، وكان للقرآن الكريم الصدارة ثم أتبعناه بحديث الرسول ، نقدم لك نصاً جديداً يمثل خطبة لسفّانة بنت حاتم الطائي، وهي على قصرها، تعطينا معالم النثر في الجاهلية، وستجد فيها القيم الفاضلة التي تباهي بها سفّانة، وأن أباها كان يؤمن بها وينهض بها، كما ستجد موقف الرسول عليه الصلاة والسلام منها، وإكرامه إياها، بإخلاء سبيلها.


بعد دراستك لهذه الخطبة سيكون بمقدورك الآتي: 
1. التعرف على نموذج من كلام العرب في الخطابة قبل الإسلام. 
2. التعرف على نموذج من كلام النساء، قبل الإسلام، وموهبة صاحبته المتميزة. 
3. إدراك قدرة صاحب الحاجة في بلوغ غايته، وتوضيف الأدب لهذا الغرض. 
4. الإلمام بخصائص الخطابة في العصر الجاهلي، من حيث المضمون والشكل. 
5. التفريق بين الخطابة في الجاهلية، والخطابة في الإسلام.

1  خطبة سفّانة بنت حاتم الطائي

وقعت سفّانة في سبايا طيء، فقالتx: 
"يا محمد.. هلك الوالد، وغاب الوافد.. فإن رأيت أن تخلِّي عني، فلا تُشمِت بيَ أحياء العرب؟؟!!.. فإني بنت سيد قومي. 
كان أبي يفكُّ العاني، ويحمي الذِّمار، ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرِّج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يردَّ طالب حاجة قط. 
أنا بنت حاتم طيء2x..!!! 
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جارية.. هذه صفة المؤمن.. لو كان أبوك إسلامياً لترحَّمنا عليه.. خلُّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق".

الوافد: الزائر والمعين.
.العاني: الأسير.
.الذمار: ما يجب حمايته وحفظه من الاعتداء.
.إقراء الضيف: استضافته وتقديم الطعام والشراب له.

٢ العصر والمناسبة


كانت سفّانة تعيش حياة الجاهلية في الجزيرة العربية، بكل مفاهيمها وقيمها، والجاهلية التي سبقت الإسلام ومعظم ما بين أيدينا منها ينتمي إلى قرن أو قرن ونصف قبل الإسلام، وكان فيها ما فيها من قيم ومناقب أقرّها الإسلام وقد جاءت هذه الخصال في خطبة سفّانة، وخصال سلبية أنكرها، ودعا العرب في أول عهدهم في الإسلام إلى نبذها والتخلي عنها، ومنها الخمر والقمار واستباحة النساء. 
وكان النظام القبلي سائداً، بحيث نجد كل قبيلة قائمة بذاتها، تربط بينها وشائج العصبية والمجتمع القبلي يضم ثلاث طبقات، الأبناء، والموالي، والعبيد. 
وحياة البداوة عندهم تجعلهم يعيشون على رعي الأغنام والأنعام، وصيد الحيوان، وفي بعض الأماكن مثل الجنوب والشرق وواحات الحجاز عاشوا على الزراعة، وأمّا أهل مكة فكانت التجارة سائدة عندهمx. أما مساكن طيء فكانت هي تنغة وهي منهل في بطن وادي حائل، وكانت تنغة منزل حاتم x. 
والنص الذي ندرسه رواه الإمام علي رضي الله عنه، وكان مما رواه أنها جارية جميلة، وأنه لمّا سمع من فصاحتها تضاعف إعجابه بها، وتوجد روايات أخرى تذكر أنّها لمّا وقعت في الأسر كانت عجوزاً كبيرةx. 


٣ حياتها وأسرتها

   

 
سفّانة بنت حاتم الطائي، وكانت العرب تختار الأسماء، وتعرف معانيها، فالسفّانة: الؤلؤة. 
نعرف الشيء الكثير عن حاتم الطائي، وشعره، فقد كان موضع اهتمام الباحثين والدارسين لما اقترن به من سمعة أضحت مضرب الأمثال، قديماً وحديثاً، وقد طبع ديوانه طبعات كثيرة. وأما هي، فالذي نعرفه عنها أنها ورثت عن أبيها الكرم، واختلفت الروايات في سيرتها ووفاتها، فقد وقعت في الأسر في سرية الفُلس سنة تسع للهجرة، ولكن الراجح فيها أنها دخلت في الإسلام، وأنها دعت أخاها للقدوم على رسول الله والدخول في الإسلام. ولا نعرف إلى أيّ زمن عاشت، ولكن أخاها عاش حتى عام 68هـx. 
لم تكن سفّانة الوحيدة في مجال البلاغة والفصاحة بل لدينا عدد من نساء الجاهلية التي تناقلت المصادر أخبارهنx.

التحليل الادبى


بعد أن تعرّفنا على عصر خطبة سفّانة والمناسبة التي ألقيت فيها، وعلمنا شيئاً موجزاً عن حياة الخطيبة وحياة أبيها.. نتوقف عند عناصر التحليل الأدبي الحيوية الثلاثة، وهي الأفكار والمعاني، والعاطفة والشعور، واللغة والأسلوب.



العاطفة والشعور

لاشك أنك تجد حزناً مكتوماً في كلمات سفّانة، كما تجد لوعةً وتفجعاً وإن كانت الرواية لم تصرّح بهما.. وكان يكتم هذه المعاني، ويسترها، إباء المرأة وشممها، وركونها إلى أصلها "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام".. ولذلك لا تجد في عبارة سفّانة توسلاً أو تضرعاً، كما لا نجد جزعاً أو اضطراباً من المصير الذي لحق بها، وجاءت عبارتها "فإن رأيت أن تخلّي عني" وكأنها كانت على يقين بأنه سيعتقها... ولذلك بيّن لها أن جميع تلك الصفات التي نسبتها إلى أبيها هي مما يدعو إليه الإسلام.. بل أكثر من ذلك "لو كان أبوك إسلامياً لترحّمنا عليه" إنه موقف يفجر العواطف ويذكي الإنفعالات، أن ينتقل الإنسان من حال إلى حال، من اليسار إلى العسر والشدة، ومن عزّ إلى ذلّ، وأن لا يطول الأمر به، فيعرف الرسول الأمين منازل الناس وأقدارهم، فيردّها إلى حريتها.. وهي أثمن ما يملك الإنسان.

لقد رأينا في دراستنا لخطبة سفانة بنت حاتم الطائي، أنها نموذج لفصاحة المرأة العربية وبلاغتها، وأنّها في ذلك لا تقل عن الرجل العربي الذي كانت الخطابة جزءاً من حياته، على نحو ما تؤكده المصادر. 
وقد وجدنا منها رباطة جأش، وثباتاً في الملمات، ولم تظهر جزعاً أو فزعاً من مصيرها الذي آلت إليه، وقدمت رجاءها بأسلوب عربي مبين، وعلى الرغم من تيقنها بعفو الرسول فإنها طلبت إخلاء سبيلها بأسلوب مهذب رفيع.
ثم مضت في تعداد خصال أبيها، مما ينسجم مع رسالة الإسلام، ثم صرحت باسمها. 
ولا نفاجأ من موقف رسول الله، على ما عهدناه فيه من مكارم الأخلاق، وإخباره عليه الصلاة والسلام أنه من كان بهذه الصفات وكان مسلماً لوجب الترحم عليه.. ثم أمر أن يخلى سبيلها. 
ولاحظنا أن النص جاء موجزاً محققاً لعناصر التجربة الأدبية في فكرة وعاطفة ولغة وبلاغة وأنها كانت مترسلة تتجنب السجع المتكلف، وتستخدم الازدواج في جملها والترادف في ألفاظها.





ليست هناك تعليقات: